Wednesday, May 18, 2016

محاصرة حاسي الدلاعة من قبل سلطات الإحتلال الفرنسي

محاصرة حاسي الدلاعة من قبل سلطات الإحتلال الفرنسي
بقلم : محمد رميلات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صيف عام 1958 قام جنود العدو الفرنسي بمحاصرة حاسي الدلاعة بمئات الجنود وعشرات الضباط والشاحنات والسيارات والدبابات ، وراحت تجمع الأهالي وحشرتهم جميعا داخل المدرسة الإبتدائية الحاج بلخضر التي بناها المحتل الفرنسي سنة 1956 لتعليم الناشئة لغة فولتير والقضاء على اللغة العربية قضاءًا مبرمًا ن وكان الهدف من هذا الحصار هو اعتقال كبار الأعيان والوجهاء بغرض تجفيف منابع الدعم والإسناد بعدما تأكد لسلطات الإحتلال الفرنسي أن منطقة حاسي الدلاعة وما جاورها صارت ظهيرًا أمينًا وسندًا معينًا للثورة والثوار ، هذا الحصار الخانق وهذه العملية العسكرية الواسعة النطاق والكبيرة الحجم تسمى في أوساط العامة ( لاراف ) .
وكان البدو الرحل ومربو الماشية يقصدون حاسي الدلاعة لتوريد قطعان أغنامهم ، وكلما ورد أحد سيق عنوة وتحت تهديد أفواه البنادق إلى مكان الحشد والتفتيش ، وفي ذلك اليوم العبوس القمطرير يوم التفيش الكبير ماجت فيه القطعان الأغنام بعضها في بعض ، وظل بعضها في الأودية والشعاب وتَرَدّى بعضها في تخوم الآبار العميقة ، بينما أصحابها موقوفون تحت أشعة الشمس الحارقة في صيف صحراوي جاف ، وأجسامهم تنضح عرقًا وقد استبد بهم العطش وتورمت أقدامهم من طول الوقوف وجنود العدو يحوطونهم إحاطة القيد بالمعصم ، من طلوع الشمس إلى غروبها .
شجاعة امرأة حرزلية :
وفي هذا الموقف الصعب وفي عنفوان وبسالة قل نظيرها تتسللت بن الحشود السيدة الفاضلة بت اعبيد روينبي غير آبهة ببنادق جنود العدو المشهورة في وجوه الحاضرين لتسقي الجموع شربة ماء باتت في هذا الموقف الصعب أعز من الدنيا وما فيها ، وأخذت تروح وتجيء رغم ما نالها من ركل ووكز وصفع ... إلى أن سقتهم واحدًا واحدًا في مشهد بطولي لا يزال التاريخ يذكره بجلال جم واحترام كبير .
خسة العملاء والخونة :
بعدما أنهى جنود الاحتلال الفرنسي رفقة الڤومية عملية حشد الأهالي لتفتيشهم وترويعهم ، جاؤوا بخسيس أثيم عُتلٍ بَعدَ ذلك زَنِيم من الخونة العملاء ( حَرْكِي ) !!!! وقد غَطّى رأسه ووكامل بدنه بكيس من الخيش لا يظهر منه سوى عيناه فمرَّ على جموع الحاضرين فردًا فردًا ، يتفرس وجوههم ويرمقهم بنظرة فاحصة من الرأس إلى أخمص القدمين وكل من يشير إليه يقوم جنود الإحتلال باعتقاله فورًا بعدما ينال نصيبه من السب والشتم والصفع على القفى والضرب بأعقاب البنادق .
وفي العملية تم اعتقال أكثر من 25 نفرًا ، منهم الحاج بلخضر بن مويزة وجماعته اعتقلوا في الأغواط والبقية اعتقلوا في حاسي الدلاعة لكنهم اعتقلوا جميعًا في يوم واحد ، يوم ( لاراف ) المشؤوم ، ونذكر من المتعقلين:
1. الحاج قويدر رميلات
2. الحاج بلخضر بن مويزة
3. الحاج بلحوت بن مويزة
4. الحاج بوخوخة بن مويزة
5. محمد رميلات بن جغلاف
6. محمد رميلات بن المقدم
7. بن عيسى كعبوش بن لمبارك
هؤلاء اعتقلوا في الأغواط من بيت الحاج بلخضر في حي الشطيط الغربي أما البقية فاعتقلوا من حاسي الدلاعة وهم :
1. امعمر لشعل
2. الحاج عبدالقادر بودودة
3. لخضر لشعل بن امعمر
4. الحاج عبدالمالك اميزات
5. بن عيسى كعبوش بن الحاج لخضر
6. الحاج محمد كعبوش بن لمبارك
7. عبدالملك بوعزارة بن لمبارك
8. الحاج المسعود سويسي
9. قطاف الحاج محمد
10. قطاف الحاج خليفة وكان بحوزته 16 مليون سنتيم فقاموا بمصادرتها منه وهو مبلغ مالي كبير جدا آنذاك .
11. علي بن عبدالرحمان بن السبع وقد أرخ هذا اليوم المشؤم بقصيدة شعبية عصماء لا يزال بعض أبناءه يحفظونها
12. محمود طعابة
13. عطالله لحول بن بلغزال
14. الحاج محمد قرينات بن بن عيسى
15. الحاج أحمد قرينات
16. الحاج بن حرزالله قرينات
17. أحمد قرينات بن الحاج بن حرزالله
18. عيسى قرينات بن المسعود
19. السايح شلالي
كما بحث جنود الإحتلال الفرنسي عن ثلاثة نفر آخرين ولم يتمكنوا من اعتقالهم بسبب اختلاف أسمائهم الحقيقة مع الأسماء المدونة على بطاقاتهم الشخصية وهم :
1. الحاج المكي طعابة
2. الحاج بوخوخة رميلات
3. الحاج بن حرزالله بن ابراهيم الشاهد
هؤلاء المعتقلين المظلومين ، أقلهم مكث في السجن ثلاثة أشهر متوالية ، وأكثر الذين عُذبوا تعذيبًا قاسيًا ومكثوا فيه مدة أطول من غيرهم هم :
1. الحاج بلخضر بن مويزة ( استشهد ) جراء التعذيب الذي لم يتوقف عنه لمدة 16 يوما بلياليها .
2. الحاج محمد كعبوش بن لمبارك
3. علي بن عبدالرحمن بن السبع
4. الحاج عبدالمالك اميزات
5. الحاج قويدر رميلات
6. الحاج المسعود سويسي
وهؤلاء المعتقلين الذين تم الزج بهم في سجن الدوب بالأغواط جميعهم ساهموا مساهمات معتبرة في دعم الثورة أقلها إيواء المجاهدين وإطعامهم والتبرع ببنادقهم ، وقد قال النبي صل الله عليه وسلم : [ من جهز غازيا فقد غزا ] .

منقول للفائدة

0 comments:

Post a Comment

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More