Monday, May 16, 2016

تاريخ ولاية الأغواط الجزئ 01

منقول للفائدة................... 
تأليف : الزبير بن عون.
- استاذ علم الاجتماع المساعد.
- جامعة الأغواط.
zoubir.benaoun@gmail.com
مدخل:
إن التعرف على تاريخ أصول الأغواط، وأصول السلالات و القبائل و العروش يعد من أهم  العمليات التي يسعى دائما كل باحث لتحقيقها، وهو يهدف أساسا إلى ربط الماضي، المناطق وأصولها، والذي يفيد في معرفة تغيراتها و تطوراتها وتحولاتها وانتقالاتها من حال إلى حال، و من جيل إلى جيل، وهذه العملية تعد في حد ذاتها وسيلة لمعرفة حركة التاريخ .
أنه لا توجد أمة على وجه البسيطة تنحدر من أصل واحد، و إنما تكونت الأمم والمناطق من تداخل السلالات و العروش و العائلات في مختلف أطوار التاريخ حدث ذلك تحت تأثير الهجرات و الإنتقالات عبر الحدود الجغرافية المختلفة، وخلال حقبتاريخية متباينة، و نوع من التداخل و الإختلاط بين العروش منذ العصور الموغلة في القدم، عاش الناس عيشة اجتماعية في تجمعات مختلفة في عدد أفرادها و جماعاتها، سواء هذه التجمعات من القبائل الفصائل و العشائر، أو العروش و العائلات، كونت بذلك حلات صغيرة أو قرى وبلدات ومدن، ومن ذلك أصبح التاريخ منطق الزمن ينتقل من الأبناء إلى الأجداد، ليكون منطلقا إلى الأجيال اللاحقة و روافد للرعيل الوافد ليعرف من أين؟ و إلى أين؟ .
إن شواهد الآثار بالأغواط تؤكد على أنها عرفت حضارات بشرية تراكمت على أرضها، و حقبات و مراحل تبرز مدى عمقها التاريخي و جذورها الأولى بدءا من إنسان العصر الحجري وهو يبحث عن طعامه، إلى الحضارة البربرية العريقة، حتى الحضارة الإسلامية والعربية العظيمة.
إن الجزائر بلد عتيق وأصيل مترامي الأطراف شاسع المساحة، تعاقبت بهذا البلد خمس حضارات، وان أول ماعرف التاريخ من سكان هذا البلد هم البربر الأمة العظيمة و الحضارة العريقة وآخر ماعرف الحضارة العربية الإسلامية العظيمة.
لكل منطقة تاريخ حضاري وأصول، ولكل فرد وجماعة عمق وجذور، الاغواط هي جزء من هذا الكل، حيز جغرافي له موقعه وخصائصه التاريخية والجغرافية وكذا الاجتماعية، معقد التركيبة الاجتماعية من حيث الأجناس و القبائل، والسلالات والعروش المركبة للنسق الاجتماعي المتمثل في سكان مدينة الاغواط بالخصوص.
حاولنا تأليف هذه المقالة الانتربولوجية التاريخية لمعرفة أصل سكان مدينة الأغواط والسكان الأولون لها، انه لكل منطقة أصول وقبائل وعروش وسلالات اختطها ولكل عرش نسب، أن معرفة النسب أمر ضروري وذلك أن العرب قديما اشتهروا بمعرفة الأنساب، وهو علم له قواعده فقد حاولنا معرفة السكان الأولون لمدينة الأغواط أصلهم، نسبهم، تقسيمهم، تفرعاتهم، استقرارهم ومواطنهم، فوقفنا على بعض الوثائق والمراجع والشهادات الحية الموجود لدى الباحثين في هذا المجال والموثوق فيهم من قبل المثقفين وأعيان البلاد، فالباحث الذي يخوض في مجال التاريخ سيجد صعوبة كبيرة في جمع المعلومة سواء من حيث قلة المراجع وشحها أو أنها في أرشيف المكتبات الشخصية لأناس يضنون بها ويخفونها، السبب لماذا لا أعرف ؟ ومن المعروف أن البحث عن الأنساب صعب جدا وفيه حساسية كبيرة لذلك تجد العصبية واضحة الكل يحاول تأصيل نسبه وعرشه من أنه من سكان المدينة.
فسيجد فالقارئ الكريم أننا قد ركزنا على القبائل والعروش الأولى التي أسست المدينة ومحيطها والطوق الحضري لها حتى من العصر الروماني حتى القرن السادس عشر ويزيد قليلا. فلو كنا نبحث عن القبائل والعروش بالاغواط المدينة وماجاورها لما استطعنا ذلك وتحتاج إلى وقت كبير والى دراسات فالشخص لا يستطيع أن يحصي حتى عائلته ويبحث عن أصلها. فقد حاولنا قدر الطاقة والامكان أن نوثق التاريخ وذلك بكل موضوعية. لذلك :
ما هي أصول سكان المدينة و مصادرها ؟ متى بدأت نشأة العمران البشري بالمنطقة؟

كيف كانت البدايات الأولى للمتمركز بالمدينة: نشأتهم، تطورهم، و كيف تقسموا؟

- نبذة تعريفية عن ولاية الأغواط:
إقليم الولاية :
تقع ولاية الأغواط جنوب العاصمة على بعد 400 كلم، انبثقت للوجود من خلال التقسيم الإداري لسنة 1974، مساحتها تقدر بـ 25052 كلم2 بعدد سكان يقدر بـ 344641 ساكن، حسب إحصائيات سنة 2000 . تضم الولاية 10 دوائر و 24 بلدية ، تتوسط القطر الجزائري، تقع شمال الصحراء، و جنوب الشمال الجزائري، يحدها من الجنوب ولاية غرداية، ومن الشمال والشرق ولاية الجلفة، و من الجنوب الغربي ولاية البيض، مع حدود الشمالية الغربية لولاية تيارت . تقع على ضغط الجنوب الأطلسي، على خط استواء الجزائر، و على شمال خط السرطان، تنقسم إلى منطقتين، منطقة شمالية هي منطقة الأطلس الصحراوي، و أخرى جنوبية هي المنطقة السهبية .
بناءا على ما صادف البحث من حقائق مبينة للتاريخ، أثرنا تقسيمه إلى مايلي:

- الفصل الأول: خصص لعرض أصل سكان الأغواط، قسم إلى نقاط جغرافية وأقاليم ، أصل سكان المنطقة السهبية الصحراوية، وأصل سكان جبال العمور التي تتفرع إلى حواشي السهبية من الجبل، و الأجزاء المرتفعة منه، وأخيرا الجهة الجنوبية للجبل، حاولنا فيها طرح أصل السكان البلديات و المناطق كل على حدا.
- لم تظهر بعض البلديات، و التي تعود لأسباب نقص التأريخ لها و انعدام المراجع التي تحكي عنها.
- الفصل الثاني: أردناه للحديث عن المعالم الأثرية بولاية الأغواط، بإخضاع السياق التاريخي، والتقييد بالترتيب الزمني ، بداية من عصور موغلة في القدم حتى العصور الوسطى و الحديثة ، مرورا بعصور و فترات تاريخية قديمة .
1-  أصل سكان مدينة الأغــواط:
- الموقع :
تقع مدينة الأغواط على خطي الطول 33.8°شمالا، وخط العرض 2.883°شرقا  وعلى ارتفاع 751 متر على سطح البحر ، تنتمي المدينة إلى الشريط السهبي، و الذي يطل على جبال الأطلس الصحراوي  (جبل الأزرق و الميلق) من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية .
تقع على الطريق الوطني رقم 01 و تبعد عن العاصمة بـ 400 كلم جنوبا. و هي مركز للولاية وبوابة الصحراء. تقع على ضفة أحد كبريات الأودية التي تتوغل بالصحراء وهو وادي مزي الذي تغذية ينابيع جبل العمور. شيدت هذه المدينة على حافتي جبل " تيزيقرارين " حيث تصطف الدور كالمدرجات على منحدرين من هذا الجبل مكونة واحة شمالية غربية و أخرى جنوبية شرقية. وعلى ثلاث مرتفعات صخرية، الأولى  المطلة على وادي مزي وتحوي ضريح الولي الصالح سيدي عبد القادر والثانية بالوسط وتحوي البرج الغربي " قلعة بوسكارين العسكرية "، أما الثالثة فغربا وتحوي ضريح سيدي الحاج عيسى، وبالامتداد غربا نجد صخرة الكلاب "بقصر الصادقية "، وبالمقابل نجد بالشمال الغربي سلسلة كاف الأحمر وكاف مقران.

الأغواط الموقع المنيع الذي يمثله جبل تيزي قرارين ووفرة المياه بوجود منبع مائي مثل راس العيون و وادي مزي، والأغواط الخصبة كالضايات الغربية الشرقية والسهوب، وكل هذه و مثلما ساهمت في تواجد الإنسان على مر العصور، فقد جلبت إليها النزوحات القبلية القديمة من شتى الأصقاع.

أصل التسمية :

لقد تضاربت الأقوال عن أصل تسمية المدينة بـ الأغواط وهي كلها افتراضات و روايات شفوية متداولة وكتابات لأصحاب التاريخ والباحثين لذلك فقد حاولنا غربلة هذه الروايات واستنباط الروايات قريبة من الحقيقة.
- ترجع تسمية مدينة الأغواط حسب العلامة إبن خلدون إلى أحد القبائل البربرية " بني الأغواط "  والتي كانت تقطن المنطقة، المنحدرة من قبيلة مغراوة أحد فروع القبيلة البربرية " زناتة  ".كما ورد في قول إبن خلدون : " و قبيلة لقواط موجودة في نواحي البيض و يقال لهم كسال " . القبيلة البربرية "لقواط" سكنت المدينة وناحية البيض في رأيه الأغواط سمي بإسم سكانها، و نزعم أنه افترض ذلك أو أنه إعتمد على الروايات الشفهية ثم أنه في البداية كتبها " الأغواط "1.
قال الشاعر عبد الله بن كريو في وصفه :2

لقـواط أقواطيــن في معرفتـنا    *    لقـواط المعلـوم و لقواط كسـال.

لقواط اللي جاي ميزوا شرقنا    *    و اللي ناسو عايشة همة وادلال.

- بينما يرجع الكاتب الفرنس " جون ميليا " Gean Meliaفي كتابه " الأغواط و المنازل المحاطة بالبساتين "(Laghouat et les maisons en tourees de gardins )سنة 1923 بأن الأغواط أخذت إسمها من موقعها المخضر حيث أن " الغوطة " هي المكان المنبسط الكثير الاخضرار والمياه 2 مثل غوطة دمشق بسوريا. نعلل ذلك بوجود العديد من الدور المحاطة ببساتين لا يزال بعضها إلى يومنا هذا مثل: الزبارة، الصوادق، والواحات الجنوبية كشارع الطاقة والضلعة وسيدي يانس .و هو التفسير الذي يعطيه أهل البلد المسنون .
وهذا ما يذهب إليه الشاعر مفدي زكرياء حين قال :4

أبا الغوطتين يباهي الشـــــآم  * و أغــواطنا بالشــآم إستخـــفا ؟

كـــأن حدائقــه العابـقــا  *  ت، نوافج مسك تضوعن عرفا.

إن اسم الأغواط الذي ترجم باللغة الفرنسية إلى "Laghouat "  والذي يعني الحدائق و الآتي من الاسم البربري الأمازيغي " غوغتى " أو " رورتي " الذي يعني  حقول  أشجار فواكهـ، ما يؤيد هذا وجود حقول بها أشجار المشمش، الخوخ، البرتقال، الكروم وغيرها مغروس ليس فقط في الحقول بل في أفنية المنازل على شكل تيندا  " Tinda   " و هي عبارة عن أعمدة متصالبة مسندة بدعامة من خشب .5

بالرجوع إلى اللهجة البربرية حسب  " دوران  دو لاكر "D. Dourane  ضابط فرنسي إهتم  بتاريخ المدينة أثناء إحتلالها  فإن  معنى الكلمة هو جبل في شكل  منشار، و هو موجود بالفعل شمال غرب المدينة وهو كاف الأحمر " كاف أمقران ".6

- فهناك من يزعم أن " لقواط " جمع قوطي باللهجة العامية أي العلبة التي تصنع من الحلفاء توضع بداخلها مختلف الأشياء 7. والحلفاء هي نوع من أنواع النبات منتشر في المنطقة. وهذا المصطلح لا زال يستعمل الى يومنا هذا بحيث يدجل على علبة مصنوعة من المعدن التي توضع فيها المصبرات.
- وهناك روايات عديدة تدور حول أصل تسمية المدينة لكنها كلها بعيدة عن الحقيقة وغير منطقية وعامية وساذجة لذلك تم تغييبها وعدم ذكرها أصلا .حفاظا على علمية المقالة وتدقيقها .
– التأسيس :

إن تأسيس مدينة الأغواط وحسب المعلومات المتوفرة أكثرها عبارة عن أساطير  تحكي عن سكان المدينة و تاريخها، لأن هذه المناطق أهملت عند البحث التاريخي و الأثري الذي يجسد تاريخ المنطقة بالأدلة العلمية المطلقة. إلا أننا نمتلك بعض الأدلة التي تلقي بعض الأضواء عن تاريخ المنطقة من بينها أن قبائل من زناته ومغراوة البربرية قد سكنت هذه المنطقة منذ عصور موغلة في القديم غير أن الوثائق التاريخية لم تحدد بالضبط متى تأسست.
وهناك قول آخر يرى أن نشأة المدينة إلى العرب الهلاليين بعد القبائل البربرية، يقول إبراهيم مياسي : "  ...  ويمكن ترجيح تأسيس مدينة الأغواط إلى سنوات الأولى من قدوم بني هلال سنة 1045 إلى المنطقة . "8
- يمكننا أن نستنتج من مجموع هذه الآراء أن مدينة الأغواط قد تكون نشأتها كتجمع سكاني صغير على يد مغراوة، ولما حل الهلاليين بها و سعوا عمرانها و أعطوها طابعها العربي و أصبحت بلدة تجمع بين الحضارة و البداوة.
– السكان الأولون للأغواط :
إن تاريخ أصل الأغواط تاهت في أعماق التاريخ، فقد سكنها الإنسان منذ  جميع الفترات التاريخية وهذا ما تشهد عليه الرسومات الحجرية بالميلق. و أطلال القصر البربري بالخنق الذي يكشف الغطاء عن بعض أضواء هذا التاريخ. وعن سكان الأولون للأغواط فقد جاء في تاريخ إبن خلدون أن بني الأغواط هم فرع قبيلة مغراوة التي هي  بطن من بطون زناتة البربرية ومما أورده أبن خلدون قوله " و أما لقواط (  هكذا بالقاف ) هم فخذ من معزاوة أيضا، فهم  في نواحي  الصحراء ما بين الزاب وجبل راشد و لهم هنالك قصر مشهور بهم فيه فريق من أعقابهم على سغب من العيش لتوغله في الفقر، و هم مشهورين بالبخدة والإمتناع من العرب و بينهم وبين الدوس أقصى عمل الزاب مرحلتان، وتختلف قصورهم إليه لتحصيل المرافق منه، و الله يخلق ما يشاء ويختار .... "9
لقد ذكر إبن خلدون قبيلة الأغواط في فصائل زناتة مغراوة وهي التي أنشئت  المدينة و سميت باسمها .
- قبيلة زناته البربرية الأمازيغية  هي ضلع من القبيلة الكبيرة والعظيمة " لواتا " فزناته من أكبر القبائل البربرية حضارة وعمرانا، ذات فروع متعددة، و ثاني القبائل القوية بالمغرب العربي بعد صنهاجة و تليها كتامة وهي منتشرة في نواحي تلمسان و ريغه و الأغواط والزاب ( بسكرة ) وكانت مواطنها الأولى المغرب الأقصى و الصحراء المحيطة من الجنوب .10
- أما قبيلة مغراوة فهي بطن من بطون زناته  وهم أبناء " مغراوين يصلين " وجدهم الأكبر هو " زانا إبن يحي " و هم إخوة بني ينزن و بني يرنيان وبني واسين، من أهم بطون مغراوة : سنجاس . الغمرة . بني وره . بني الأغواط.11
- ومما يدل على الأثر الأمازيغ القدماء بالمنطقة عدة ألفاظ مازالت متداولة كالهضبة التي إختطت عليها المدينة وهي جبل تيزي قرارين، و بعض المناطق كـ : تاونزة، تلغيمت، تامزيغت ...الخ.
- ومن أسماء التمور المعروفة بالواحة نجد: تادالة – تيزاوت – تيمجهورت ... و التي تشهد بأصولها البربرية .12
- يرجع المؤرخون تاريخ إنشاء المدينة بصفة نهائية إلى بداية القرن11 ميلادي حسب  العلامة إبن خلدون يعد غزو الهلاليين سنة 1045 إبتداءا من هذا التاريخ شهدت المنطقة نزوح لقبائل عربية كبني هلال و بني سليم الذين قدموا من الجزيرة العربية " الحجاز و نجد " و من الدولة الفاطمية بمصر: و كذلك الذواودة 13وهذا النزوح العربي للأغواط حدده المؤرخون بعد الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا حيث توافد عليها العرب الفاتحون و أسسوا بها مدينة سموها الأغواط .
- يقول الشيخ مبارك الميلي في كتابه " تاريخ الجزائر القديم و الحديث " الذي ألفه سنة 1930 بمدينة الأغواط :" لقواط من مغراوة و لهم مدينة لم تزل تسمى بهم ذكرت في عهد بني عبيد، وهي التي ألفنا بها هذا الكتاب، و المحقق عند أهلها وأعرابها أن الهلاليين تغلبوا على أطراف مدينتهم، و بها بستان يعرف اليوم بإسم بني هلال.. "14
ومن بين الهجرات السكانية المعروفة آنذاك يقول الرواة أن أولاد كسال و أولاد زيد وهما من القبائل التي كانت تعيش بمنطقة الزيبان ببسكرة و أثناء الزحف الهلالي هاجروا إلى منطقة و أسسوا قصر  يدعى بن بوطا : وهو في الحقيقة النواة الأولى لمدينة الأغواط حاليا زقاق الحجاج والغربية. وكان إلى جانبهم أولاد سالم الذين قدموا من القرارة جنوبا، بالإضافة إلى المقيمين الأصليين و هم بني الأغواط البربر،وتبعهم فيما بعد عناصر أسسوا قصور وهي:


قصر ندجال لأولاد بوزيان.

- قصر  سيدي ميمون لأولاد بوزيان.
- قصر بومندال لأولاد بوراس من شمال بسكرة في الوحات الجنوبية الشطيط حاليا .
- قصبة بن فتوح في الجهة المقابلة لوادي مزي ( سيدي حكوم ) لأولاد يوسف.
- قصر بدلة لأولاد يوسف في الواحات الشمالية ( أولاد يوسف ذي الأصل المزابي الذين أسسوا قصر تاجموت حوالي سنة 1666 )15
مما لا شك فيه أن هذه القصور و القصبات كانت في البداية مستقلة تضم كل منها  قبيلة أو أكثر، يرأس كل شيخ لا يربط بينهما سوى علاقة الجوار، لكن لأسباب أمنية دفعتها للتجمع حول أكبر قصور الأغواط بن بوطة. وفي سنة 1698 وصل الولي  الصالح و الشريف لإدريسي الحسني سيدي الحاج عيسى ذو الأصل التلمساني، و في  سنة 1700  تجمعت القصور  بمشورة من الولي الصالح و تحصنت مدينة الأغواط حول أسوار و بساتين و أصبحت بمثابة القلعة، و يرى البعض أن هذا الحدث هو بداية تأسيس المدينة .16
وهكذا تأسست مدينة الأغواط، من خلال تجمع مجموعة من القرى الصغيرة المحاطة بمركز مهم هو قصر بن بوطة، ويكاد يتفق الكتاب الفرنسيون على ان نشوء المدينة تم بهذا الشكل وان روايات أخرى ترجع تأسيس المدينة الى عام 1700، بمبادرة من الولي الصالح سيدي الحاج عيسى، في ضم هذه القصور المتباعدة ببعض الكيلومترات في تجمع حضري واحد.

وقبل هذا وخلال القرن الحادي عشر استطاعت القبائل الهلالية النازحة من الشرق أن توسع نفوذها في منطقة الأغواط، وتطرد القبائل البربرية نحو الغرب وفي بعض الاحيان نحو الجنوب،  كما حدث مع قبائل بني راشد التي أبعدت نحو الجهة الغربية، بينما استحوذت كل من قبلية أولاد يعقوب على الحدود المتاخمة للمدينة من الناحية الغربية، وقبلية رحمان على الحدود الشرقية للمدينة واستمر هذا الوقع حتى قدوم قبيلة الأرباع من منطقة الزيبان وتحديداً من أولاد جلال.

إن تاريخ الأغواط يصبح حقيقيا إبتداءا منذ تاريخ سيدي الحاج عيسى وفي هذه الفترة الزمنية إستقرت قبيلة الأرباع بالمنطقة، فيقال أن أصل الأرباع يعود إلى القحطانية اليمنية، إسمها أربعن أو أرباعن و لعل الأجذع الهمذاني في  قوله :

أسألتني بركائب و رحالها   *  و نسيت قتل فوارس الأرباع .

فالأرباع هي قبيلة يمنية من لخم و جذام. و يقال أن أصل الأرباع يعود إلى الهلاليين " وهذا قول مستبعد " الذين لإستقروا في الخط الشمالي من الصحراء ناحية الزيبان ببسكرة, واجهوا مشاكل و حروب مع القبائل كان هذا سنة 1635. هاجروا إلى جبل بوكحيل بمسعد  بولاية الجلفة وأستقروا به 15 سنة، ثم توجهوا إلى الأغواط و استقروا بها، و كانوا عبارة عن أربع  قبائل أو عروش بدوية هم :

(الحجاج، العمامرة، أولاد صالح و أولاد زيد الذين مكثو ببسكرة ) أما اليوم فيشكل الأرباع 10 قبائل  هم : الحجاج، العمامرة، الزكازكة، أولاد سيدي سليمان، رحمان، الحرازلية، أولاد صالح، أولاد زيان، أولاد سيدي عطا الله،  العبابدة صفران، مخاليف الصحراء ). قسمت السلطات  الفرنسية القبائل خوفا من امتداد ثورتهم إلى الأغواط 17.خططت لكل عرش منطقة رعوية خاصة بها وزراعية ملك لكل عرش بالصحراء.

وبسبب النزاع الذي حدث بين قبيلة رحمان واولاد يعقوب الذين لم يكونوا متكافئين في القوة، لأن الغلبة كانت ترجع لهذه الأخيرة، حتى سنة 1660، أين حسم الأمر لصالح أولاد رحمان، وغادرت على اثرها قبيلة أولاد يعقوب المنطقة متجهة الى الغرب ومنطقة آفلوا، واستناداً على المصادر المكتبوة لا سيما منها "المجلة الافريقية" يمكن رسم الخريطة الاجتماعية للقبائل المكنونة للمنطقة قبل تاريخ 1660 كالتالي:
- قبيلة اولاد يعقوب – قبيلة الزناخرة – قبيلة الحرازيلية – قبيلة البواعيش – قبيلة اولاد سيدي عطاء الله.
وهناك رواية تاريخية أخرى متعلقة بقبيلة الأرباع طرحها "البشير طلحة" (17) بتقسيم وتوضيع فروع قبيلة الأرباع وتاريخ نزوحها وأصولها الى مايلي: المعامرة نزحوا عام 1636 وهي كما قال قبيلة هلالية من الزيبان المجاورة لأولاد جلال. الحجاج حوالي سنة 1635، وأولاد صالح أواخر نهاية القرن السابع عشر، وقبيلة أولاد زيد التي لم تغادر مناطق تواجدها بالزيبان. كما رأى محمد السويدي بانه حوالي سنة 1660 نزحت قبائل اولاد يعقوب نحو الغرب باتجاه جبال العمور، وتم انضمام قبيلة رحمان مع قبائل الارباع. بحيث تحالفت القبائل التالية : (رحمان "اولاد خليفة وأولاد ابراهيم"، المعامرة "اولاد سي عيسى والزكازكة"، المطالية والنويرات، الحجاج "اولاد أونيس واولاد ورقلة"). بينما تم طرد كل من قبائل اولاد يعقوب غرباً والزناخرة والبواعيش شرقاً باتجاه قصر البوخاري، بعدما كانت قبيلة الأرباع تدل على عددها، أصبحت في تحالفها مع القبائل الموجود سابقاً. تتشكل من عشرة قبائل حصرها الباحث في: أولاد سيدي سليمان، اولاد بن شاعة "الحرازلية"، الحجاج. الزكازكة، المعامرة، المخاليف الجرب، العبابدة صفران، أولاد صالح وأولاد بوزيان.أولاد سيدي اعطاء الله.
وبالتالي ومع مرور الزمن تغير مدلول اللفظة من الأرباع القبيلة الى حالى اجتماعية تشترك فيها مجموعة من القبائل المجاورة للمدينة والمتمثلة في حياة البادية والترحال، حتى انها انشأت بلدية سميت باسمهم :"بلدية الأرباع" وهي بلدية متداخلة مع بلدية الأغواط، وهي أكبر منها مساحة وتعتبر من بلدات القطاع الريفي، لكنها تختلف عن الريف في ان 95 بالمائة من سكانها من البدو الرحل، يقوم نشاطهم على تربية المواشي.
ظل هؤلاء العرب الرحل يمارسون تربية المواشي معتمدين على الترحال، كما أقاموا علاقات اجتماعية طيبة بالمصاهرة والمبادلات التجارية بينهم وبين سكان قصور منطقة الأغواط مما سبب ازدهار المنطقة. يتفرعون لأرباع الغرابة و أرباع الشراقة لكل منها مراعيها وحسب الفصول.18
إستقر بعض هذه العروش على حواشي المدينة واختطوا القرى كالعبابدة بالخنق، وعرش رحمان (أولاد براهيم وأولاد خليفة) من قبيلة بني هلال  بقصر الحيران والحجاج (أولاد أونيس واولاد ورقلة) والمعامرة (أولاد سي عيسى والزكازكة " بالمخرق " أو ببلدية بن ناصر بن شهرة من. كما كان يترحل الحجاج في الصحراء في منطقة حاسي الرمل وبليل "بزرب ونيلي فيض البطمة ..." ومازالوا مستقرين بها الى حد الساعة. والحرازلية بحاسي الدلاعة. وغيرهم.
كما كان للجانب الديني دورة في تأسيس المدينة، فقد استطاع سيدي الحاج عيسى أن يجمع القبائل المتناثرة و المتنافرة تحت لوائه، ويصبح بذلك مؤسس المدينة وحاميها، ومن ذلك الوقت تأسست المجموعتين : الأحلاف و أولاد سرغين .

- الأحلاف تتكون من : أولاد زيد , أولاد سكحال , أولاد سالم , أولاد خريق , أولاد بوزيان , أولاد زعنون , أولاد عبد الله , المغاربة , حجاج الأغواط سكنوا الجهة الشرقية من المدينة قصر الأحلاف حاليا زقاق الحجاج و حي الصفاح
- أولاد سرغين وهم : البدارة , الجماني , أولاد بلعيز , الفليجات سكنوا الجهة الغربية من المدينة و حاليا قصر أولاد سرغين جزء من الغربية، كل فرقة ترجع إلى أبرز الشيوخ المؤسسين للتجمعات الأولى و يتفرعون إلى فروع و علائلات و كان على رأس كل مجموعة شيخ يترأسها, و لكل مجموعة مسجد و سوق خاص عاشا متفاهمين في اغلب الأحيان و تحدث بينهما بعض الخصومات و المناوشات .19
- قال هاينريش فون مالتسان أثناء رحلته إلى شمال غرب إفريقيا سنة 1862 م واصفا الطريق اتجاه  الأغواط قائلا :" كانت الأغواط منذ القديم مقسمة إلى حزبين يظل النزاع قائما بينهما ... و يتكون هذان الحزبان من الأحلاف و أولاد سرغين ... "20
- و مما سكن الأغواط : أولاد سيدي الحاج عيسى بالشطيط الشرقى، أولاد يعقوب قبيلة عمورية من بني سليم , أولاد داود , الجماعات أولاد بخة من ميزاب من غرداية .  تنحدر هذه العائلات من عدة سلالات  وقدموا من عدة مناطق.
- أما عن الحماني، البدارة فمنحدرين من قبيلة أغواط كسال, و أولاد سكحال قدموا من أولاد زيد من الزيبان ببسكرة , الفليجات فيقال أنهم قدموا من أقصى الشرق الجزائري . أما عن أولاد خريق فقدموا من الشرق الجزائري , أولاد سالم من القرارة. أولاد  بوزيان فينتمون إلى حجاج الأغواط, أما المغاربة فهم من الأشراف  جاءوا من الغرب الجزائري من ناحية تلمسان ومنهم أولاد عبدالله, أولاد نائل,أولاد سيدي مخلوف .21
- منذ سنة 1852 م أثناء فترة الإستعمارية سعت السلطات الفرنسية إلى جلب السكان البدوا للأستقرار بالمدينة وأصبحت المدينة تجمع عدة سلالات المشائخ و العائلات و القبائل وأصبحت بذلك منطقة  استقرار قبلي.
2- العسافية :
- الموقع :
تقع العسافية شرق ولاية الأغواط وتبعد عن عاصمة الولاية حوالي 14 كلم  . يحدها شمالا جبل العسافية و سيدي مخلوف , وجنوبا بلدية بن الناصر بن شهرة و شرقا بلدية قصر الحيران وسد رحال . وغربا بلدية الأغواط
- أصل التسمية :
يستمد إسم العسافية حسب بعض الكتابات إلى عصر " غالم بن ذياب بن غالم " هذا القائد العظيم لنواحي مدينة الأغواط  ومالك للمواشي, و كانت ماشيته ترى بمنطقة تاونزة " وادي مزي " و يسقي الإبل و الأغنام من ينبوع للمياه بوادي العسافية والمعروفة بالنقارة اليوم. أقام بينها حراسة وهكذا راج الخبر بين الرحل وقطاع الطرق ينذرون أنفسهم بـ" العسا- فيها " لهذا تعرف اليوم بالعسافية. كان هذا في  زمن غير قريب وغير محكوم, و لكنه قديم. وهناك روياك عديدة لأصل التسمية. 22
- أصل السكان :
تحكي الرويات أن أصل سكان العسافية هم أولاد سي عيسى القوم الرحل المالكون للماشية , اختطوا العسافية ببعض المنازل , و كانوا قوم يتنقلون , صيفهم في التل (جبل العمور) و شتائهم بالعسافية , و بما أن المنطقة  عرفت بخصوبتها إنتقلت إليها قبيلة " ميغازي" القادمة من بسكرة ومن رواية أخرى من القرارة و إستقرت بها فبنيت المنازل و أنشئت الحدائق و الحقول سنة 1660 م. 23. فيذكر بعض  شيوخ المنطقة أن بعض المنازل أشتريت من أولاد سي عيسى و البعض الآخر أخذ عنوة , رحل أولاد سي عيسى من القصر  و إستقروا بمنطقة الفتحة ببلدية بن الناصر بن شهرة.
الجد الأول لقبيلة ميغازي من منطقة " دمد " ببسكرة , تتفرع المغازي إلى أولاد سليمان , أولاد رزوق .
- أولاد زروق : يتفرعون إلى عائلات و هي : قويدري  , قميتي .
- أولاد سليمان : الصولي  . كانت العائلات تسكن القصر القديم.
كما توافد على المنطقة للإستقرار بالقصر  القديم بالعسافية عائلات من مناطق مختلفة تعايشت مع الميغاري وإندمجت معها ودخلت تحت إسم العرش و نظرا لمبدأ قابلة الغير و التعاون و التبادل بين أفراد البلدة , الأمر الذي جعل منها مقصدا لتوافد العائلات من كل الأصقاع للإستقرار بالقص منهم : العقاقنة و يوسفي الذين قدموا من درا الشيوخ , الخنافرية و غانم من جبل العمور (التل) , البطيمات والصحاورية من الصحراء . البداوة ،الرمان , بورحلة , النقراوي , الجعامات , بن الحرمة , حجوجة , العبازيز , أولاد نايل ...24
ومن بين العائلات التي كانت تقطن بقصر العسافية و التي عوضت الميغازي  فرع عرش الزكازكة التابعة لقبيلة الأرباع وهي " المشارى"  التي تنحدر  من سلالة الحاج المشري بن حرزالله الذي عاش بالعسافية و تناسل فيها. رحلت عائلة المشارى من القصر و إختطت قرية بالشرقية غير بعيد عن قصر و إستقرت بها إلى يومنا هذا .25
- يقول المؤرخ الفرنسي جون ميليا :"... يذكر أن قبيلة ميغازي عاشو سعداء مدة نصف قرن قبل أن تحطم عاصفة هوجاء العسافية, مما إضطر سكانها إلى الرحيل و البحث عن مكان آخر ... " . وتقول الروايات أن القبيلة سكنت مدة من الومن على بعد 18 كلم من القصر بمنطقة تدعى بالفج م عمرو بها مع قبيلة  رحمان . وكما يزعم جون ميليا أن القبيلة عاودت بناء القصر سنة 1706 م , و ما فتئ سكان القصر إلى الفرار بسبب الفتن والحروب مع العروش المجاورة, وخلال سنة 1825 م عاودوا  بناء المنازل و عرفت  العسافية أياما سعيدة .26
3- بلدية قصر الحيران:

- الموقع :
تقع قصر الحيران جنوب شرق مقر ولاية الأغواط وتبعد عنها بحوالي 35 كلم يحدها من الشمال الأغواط و سيدي  مخلوف, و من الجنوب حاسي الدلاعة وحاسي  الرمل, ومن الشرق بلدية سد رحال بولاية الجلفة ومن الغرب بلدية الخنق وحاسي الرمل .
- أصل التسمية :
حسب المصادر و الروايات المتداولة و المتوفرة التي  نقلها لنا الأباء عن الأجداد، أن قصر الحيران إستمدت إسمها من بناء شاسع ، واسع  الأرجاء كان صاحبه ذياب بن غالم الملك للمواشي و الإبل .كانت إبله ترعى بمنطقة تاونزة و صغار الإبل (الحيران) يحجزها في القصر لحمايتها. لم يجد الرحمانيون أحسن تذكار من تسمية المنطقة بقصر الحيران.27
- أصل السكان :
حسب الروايات المتداولة من أهل البلدة أن قصر الحيران منذ زمن ذياب بن غالم سكن أولاد شناف (الشنافات) القصر .قدمت قبيلة الرحمن من القرارة بولاية غرداية. ورحمن هي فرع من قبيلة بني سليم الهلالية من الجزيرة العربية , و يحكى أن قبيلة رحمان إستقرت بالقصر فبنيت المنازل  وأنشئت الحدائق و كان هذا منذ 03 قرون فأكثر . أما الكاتب الفرنسي   " جون مبليا " فيرى أن القبيلة سكنت القصر  سنة 28.1801.
يتكون عرش رحمان من عدة فروع منها الشويخات , التوانسية , أولاد براهيم و من عائلات مكثت في القصر . كما توافد على القصر الحيران عدة عروش و عائلات كالحرازلية و الحجاج و اولاد نايل – البواعج , أولاد سي أحمد.
4- بلدية سيدي مخلوف:29
- الموقع :
هي إحدى بلديات ولاية الأغواط , تقع في الجزء الشمالي من الولاية يحدها من الجنوب الأغواط , و من الشمال الشرقي و الغربي الجلفة , ومن الجهة الجنوبية الشرقية العسافية و على الحدود الجنوبية الغربية لبلدية تاجموت , تبعد عن مقر  ولاية الأعواط بـ 45 كلم .
- أصل التسمية :
ترجع تسمية سيدي مخلوف إلى الجد الأول  والولي الصالح سيدي مخلوف ذو الأصل العربي و أحد سلاطنة الدولة السعدية بالمغرب الأقصى, جاء ليستقر بجبال الأزرق بالشمال الغربي للأغواط سنة 1660 ، وينشئ زاوية بخيمته حيث كان يحتكم إليه القبائل و العروش , ولم يلبث طويلا حيث عاد من حيث أتى و هو مقبور بفاس بالمغرب . تاركا أبناء وبناة من بينهم الابن أحمد و المعروف بإسم سيدي مخلوف الذي  تمركز  بالمنطقة .
- أصل السكان :
سكنت سيدي مخلوف في مرحلة ما قبل التاريخ أين كان الإنسان يعيش في الكهوف و يرسم على جدرانها طقوس حياته اليومية ,  وهذا ما يتجلى في النقوشات الصخرية بالحصباية و الرمايلية  .وسكان سيدي مخلوف من سلالة أحمد بن سيدي مخلوف الذي ولد سنة 1620 م بالمغرب , وقدم من الجبل الأزرق و استقر في أواخر القرن السابع عشر على ضريحة قبة بيضاء تعتبر من أقدم البنايات بالمنطقة .
ينقسم عرش المخاليف إلى فرقتين كبيرتين الأولى مخاليف الصحراء (الجنوب) من سلالة عبد الرحمن أو عبدالله الذين نزلوا الصحراء . و مخاليف الأزرق (الزرق) . العائلات التي تنحدر من سلالة أحمد بن مخلوف و التي تقطن تراب البلدية مخاليف الزرق وهم : أولاد قويدر , أولاد عيسى , أولاد عيدة , أولاد أبوبكر , أولاد براهيم , أولاد دهينة , أولاد سعد.
والمخاليف الزرق كانو قوم بدو يقومون على الترحال و تربية  المواشي و خدمة الأرض.
-5-  بلدية تاجموت :
- الموقع :
تقع بلدية تاجموت على بعد 48 كلم في شمال غرب مدينة الأغواط  يحدها شمالا ولاية الجلفة, و جنوبا الحويطة  والخنق  , غربا وادي مزي وعين ماضي ,سيدي بوزيد و البيضاء , شرقا سيدي مخلوف والأغواط .
- أصل التسمية :
هناك عدة تأويلات لأصل التسمية , فتقول بعض الروايات أنه في زمن قديم جدا و في ظل السيطرة البربرية كانت تحكم البلد ملكة فاسية (العدا) من عاداتها أن تحكم بين رعيتها وتعدم الظالمين, فكانت لا تزيد على لفظ الموت إذا لأرادت حكم الإعدام, وكانت تحمل التاج رمز عضمتها, فتقاربت الكلمتين ( تاج – موت ) و ربما يعود أصل الإسم إلى (الصيغة) الكلمة البربرية " تقمونت " و التي تعني القرية أو القصر , وما يعزز هذا وجود قرية بالأوراس تحمل إسم تاجموت بالقرب من أريس, و توجد في جنوب شرق عين صالح وعلى بعد230 كلم  بلدة تسمى تاجموت. و قيل أن تاجموت  تعني بالبربرية ( الأمازيغية) الحظ الأخضر الذي يدل على الإخضرار الذي يحد وادي مزي , و قيل أن معناها المكان المرتفع .وفي رواية أخرى أنه توجد على قمم التلال القربة من القصر مقابر كثيرة لا تزال منتشرة بالمنطقة و من ثمة سميت تاجموت . كما قيل أن تاجموت (الأولى) أطلقت على عدة مواقع وأن تاجموت الأولى غير القصر القديم حيث عرفت تحول موقعها عبر العصور .30
- أصل السكان :
المعروف أن القصر الحالي بنسيجه المميز أسس سنة 1666 م من طرف أولاد يوسف, الذين كانو يسكنون قصر البدلة بالأغواط بالواحات الشمالية (القابو- الصوادق حاليا) حيث تذكر الروايات أنه بعد مناوشات حدثت بينهم و بين سكان بلدة الأغواط , هجروا قصرهم بالأغواط وأقامو  بتاجموت  نهائيا .31
وقد تلاحقت عدة قبائل بأولاد يوسف, حتى أصبح من حكم القصر يقول وتزعم " أوديت بوتي ".أن رجل ثري قدم من جبل لعمور يدعى أبوبكر بن سعيد إشترى تاجموت وإستولى على الحكم كما جاءت عدة قبائل مجاورة إختلطت مع قبيلة ولاد يوسف .
ففي سنة 1794 م سقطت تاجموت تحت سيطرة قائد يسمى " فريزة" الذي دخل في عراك مع الباي عصمان الذي حكم تاجموت و دخل الحويطة منتصرا "32
كما تلاحقت بعض العائلات من شتى القبائل خاصة من جبل لعمور مثل أولاد سيدي محمد من أولاد سيدي عطاالله يروي أحد الكتاب الفرنسيين " أن سيدي عطاالله هو أحد الأبناء الثلاثة لسيدي عابد الولي الصالح, قدم من العرب و ينحدر من السلالة النبوية الشريفة محمد صلى الله عليه و سلم .
السماله من أولاد سيدي يعقوب.كما استقر بالقصر بعض سكان متليلي وأولاد سيدي عطا الله وقد أخذ هذا التجمع اسم السفاين جمع سفينة التي  تعني قبيلة, كما تشكلت فرقة ثانية بقيادة شيخ من أولاد سيدي بركات .
- فحسب  تقسيم مياه السد التقليدي بتاجموت و الحصص (الدور) الذي  يمنح لـ 22 عائلة والذين ينحدرون من عدة سلالات و هذا بداية من القرن 18 م و هم : أولاد عيسى , أولاد الزاوي , أولاد المكي , أولاد دهينة , أولاد أبوبكر , أولاد عيسى , أولاد البركة , أولاد أحمد , أولاد النوي , أولاد العمارنية , أولاد بن سالم , أولاد رويشد , أولاد التيني , أولاد زعنون .33
6-حاسي الدلاعة :
- الموقع :
تقع بلدية حاسي الدلاعة بالجهة الجنوبية الشرقية من الولاية الأغواط  و يحدها من الشرق و الشمال الشرقي ولاية الجلفة , وبالحدود الشمالية بلدية قصر الحيران ومن الجهة الجنوبية الشرقية ولاية غرداية , أما من الجهة الجنوبية الغربية بلدية حاسي الرمل.
- أصل التسمية :
كان عرش الحرازلية من أكبر الشعوب البدو والرحل, يعتمدون على تربية المواشي والرعي, كثيري التنقل والترحال بين التل و نواحي تيارت والظهرة صيفا, و بين جنوب الأغواط وقصر الحيران إلى بريان و واد  زقرير, و من أهم محطات الراحة منطقة الأعشاش جنوب الأغواط التي تبعد عن قصر الحيران بـ 65 كلم، و هي عبارة عن أودية و ضايات سميت بالدلاليع لانتشار نبات الدلاع فيها (البطيخ).
يمكن إرجاع أصل التسمية حسب المصادر و المشايخ القدامى إلى وجود دلاعة كبيرة بضاية إشتهرت بكثرة البطم و السدر فسميت في وقتها بـ : ضاية الدلاع , أما الحاسي المدعوبـ " حاسي البايلك " سنة  1919 م الذي تم بناءه من طرف الاستعمار الفرنسي لجمع قبيلة الحرازلية المنتشرة بهذه المنطقة . و كان الحرازلية بخيمهم السوداء المشهورة يحطون الرحال بها فيشربون ماء الحاسي و يأكلون الدلاع , فهذا سر تسمية بلدية حاسي الدلاعة .
- التأسيس :
لم يعرف عرش الحرازلية التوطن والاستقرار إلا بفضل الحاج سليمان غزال , و ذلك سنة 1932 . إذ قام بجمع أبناء الحرازلة في المدرسة القرآنية , و بنى أول بيت له سنة 1934 م و المسجد سنة 1937 م .فمنذ ذلك الحين تأسست المدينة و توافد  عليها أبناء الحرازلية و إستقرو بها فيمكننا تقسيم المراحل المعاشية بالمنطقة إلى المرحلة البدوية أي قبل الاستقرار شبه كلي للسكان في المنطقة , و التي يمكن حصرها فيما بين 1917  – 1962 م.و المرحلة الحضرية أين أنشأت القرية و اعتمرت بالسكان.34
- أصل السكان :
أما عن أصل قبيلة الحرازلية حسب الشجرة العرقية لهم فيقال أنهم منحدرون من الأصل افدريسي الشريف و من آل الشيخ سيدي حرزالله القادم من الساقبة الحمرا بالمغرب ,  قيل  سنة(  770 هـ)  و في رواية أخرى ( 780 هـ) . قدم إلى ناحية الصحراء بجنوب الأغواط فمكث بها .رزق بولدان منهم أحمد بن حرزالله الذي  ترك ثلاث أولاد و هم بن شاعة , سليمان وبلقاسم. و تفرع العرش على أسماء الأولاد الثلاثة .
- أولاد بن شاعة : أولاد يحى – أولاد الشارف – أولاد عبد الرحمن  ولقد سار أولادهم في الصحراء , و لا زال عدد كبير منهم في بلدية حاسي الدلاعة .
- أولاد بلقاسم : الرخوي – الشعدي المعرفين بأولاد خاوة .
- أولاد سليمان : أولاد الجنيدي – أولاد المسعود – أولاد الميهوب – أولاد عزوز – أولاد الصديق – أولاد معمر الذين سكنوا بناحية الاغواط.
نستنتج من هذا أن الحرازلية متفرعين إلى عائلات فهم في حالة ترحال دائم. فقد سكنوا التل والشمال والصحراء فقد أقيم نفر من العائلات في حاسي الدلاعة.35

هذا بالنسبة للتقسيم العرفي للشجرة, أمل عن حالتهم السكنية فقد كانت في الصحراء بنواحي بسكرة , وإنتقلوا إلى مسعد حيث توفي جدهم أحمد بن حرزالله و دفن بها, ثم هاجروا و إنزووا بمنطقة ما بين الأغواط وقصر الحيران  ومكثو بها لمدة 40 سنة و إستقروا أخيرا و إستوطنوا بعين البلدية إلى غاية يومنا هذا.

* أصل سكان جبل العمور :
II-       -1 – الحواشي السهبية :


2 comments:

هناك بلدية الربعية في ولاية المدية وعرشها ربعي هل هناك علاقة بالعربات لغواط

الكاتب لديه انحياز كبير للعاطفة.. لماذا قام بتهميش أولاد زيان ألأنهم بدو رعاع أم أنهم
ملكوا الاغواط 23 سنة.. ياله من غبي

Post a Comment

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More