Wednesday, May 25, 2016

مساجين الامام في المذهب المالكي

مساجين الإمام

أقول و الله الموفق : 

و محبوس مع الإمام أربـــــــع         إذا وقعن به لا لا يقطــــــــع

ذاكر فائتته في الحـــــــــاضرة          كذا وتر صلاة الصبح ذكره

إحــــــــــــرام مسبوق إذا نساه          تكبيره الـــــــــركوع قد أتاه

و صاحب الضحك قــــــد تعمد          بضحكه مع الإمام ما اقتدى

فكل ما مضى حتما يعــــــــــاد          فذًّا فذا إصلاحـــــــك الفساد

و ضيق الوقت شرطك الأساس         لأن ذا أحكــــــمه الوسواس

فهذه الأحكام قل متصلــــــــــة           ببعضها أخي فكن محصلا

و الحمد لله الـــــــذي حبــــاني           من التوفيق ما به أولانــــي

ثـــم الصــــلاة و السلام أبــــدا          على النبي العربي أحمــــدا 


رميلات أحمد

موقع الربح من الاختصارات adfly

 السلام عليكم و رحمة الله ....اليوم نقدم بين ايديكم البرنامج الشهير لاختصار الروابط ....adfly

برنامج الاختصارات الشهير من adfly هو احد البرامج المميزة و التي من خلالها تستطيع الحصول على نسبة معينة من المال بمجرد دعوة الاصدقاء للتسجيل كما يمكنك من جمع النقاط عن طريق اختصار الروابط به سواء كانت بارة عن روابط فيديو او صور او موضوع ما ، في حين اذا سجل احد الاصدقاء عن طريق رابطك الذي نشرته تحصل لى 05 دولار .
لذلك ندعوكم للاسراع و التسجيل في الموقع بسهولة عن طريق الموقع التالي : http://adf.ly/1aNuRK
فتظهر لك النافذة التالية : ثم تضغط على : انظم الأن











فتنبثق لك نافذة أخرى تقوم من خلالها بملأ الفراغات ( الاسم و اللقب و البريد الالكتروني و ...الخ)


















ثم اضغط على انظم الان و باشر العمل و الربح من موقع adfly .

Thursday, May 19, 2016

مظاهرُ التّديّنِ أمرٌ محمود

مظاهرُ التّديّنِ أمرٌ محمود
ونحنُ نعتزُّ بديننا شكلاً ومضموناً.
لكن الإسلام الذي حوّل رعاة الغنمِ إلى قادةٍ للأممِ لم يُغيّر أشكالهم وإنّما غيّر مضامينهم.
أبو جهل كان يلبسُ نفس العباءة والعمامة اللتان كانا يلبسهما أبو بكر !
ولحية أُميّة بن خلف كانتْ طويلة كلحية عبد الله بن مسعود !
و سيف عُتبة كان من نفس المعدن الذي كان منه سيف خالد .... تشابهت الأشكالُ واختلفت المضامين.


منقول للفائدة

Wednesday, May 18, 2016

التمويل المالي للثورة من قبل عرش الحرازلية :

التمويل المالي للثورة من قبل عرش الحرازلية :
بقلم : محمد رميلات
شارك الحرازلية في التمويل المالي للثورة بدفع اشتراكاتهم الشهرية المقررة آنذاك كحد أدنى بـ 200 فرنك عن كل رجل بالغ ، ولم يتخلف حتى الفقراء منهم عن شرف دفع هذه المساهمة المالية وكان الذين يتولون التعبئة العامة والتحسيس بأهمية الإشتراكات ودفعها عن طيب خاطر ، هم كل من : الحاج بلخضر بن مويزة ، الحاج عبدالقادر بن مهية ، الحاج محمد قرينات ، الحاج علي خطوي ، الحاج محمد بحطيطة ، الحاج المكي طعابة ، الحاج الخليفة قطاف ، الحاج سليمان شلالي ، سي مويزة بوداود ، الحاج قويدر لشعل ، الحاج قدور بن مهية ، الحاج سليمان غزال ... وغيرهم من الشخصيات الكارزمية من شيوخ العشائر الحرزلية المعروفون بالأريحية المالية والسخاء الفطري الذي يُعد ضربًا من سجاياهم وكان منهم من يتولى دفع المبلغ الإجمالي للإشتراكات الشهرية نيابة عن عشرين عائلة أو أكثر ، والكثير منهم جعل من بيته وما يملك من مال وماشية تحت تصرف المقاتلين في سبيل الله من مجاهدين وفدائيين ومسبلين ومناضلين ورجال البريد والإتصال ...وغيرهم ، ولما تزايدت أموال الإشتراكات الشهرية باتت الحاجة ماسة إلى تنظيم هيكلي يضبطها ، فتم اعتماد الصبغة العرشية في تسلسلاتها وفروعها في إنشاء اللجان الشعبية وخلايا الإتصال ولجان المال فكان البدوي الذي يقيم في عين وسارة والذي يقيم في واد نسا أو زقرير سواسية في دفع حصتهم من اشتراكاتهم المالية في وقت واحد وبمبلغ مالي واحد ما دام الإنتماء العرشي لقبيلة الحرازلية هو المعيار في دفع الإشتراك الشهري .
وكانت لجيش التحرير موارد مالية أخرى علاوة على الإشتراكات الشهرية والتبرعات العينية والنقدية كالغرامة والإتاوة والرسم وغيرها من أنواع الضرائب وكل هذه التحصيلات المالية تكون مشفوعة بتوصيل تسليم واستلام وإيداع ، وتُحرر في سجلات رسمية مختومة ومرقمة وبنموذج موحد عبر جميع جهات الوطن ، ويتم صرف هذه الأموال في شراء الألبسة والأدوية والأغطية والأغذية ورواتب العمال ومنح المجاهدين ومخصصاتهم وكفالة أرامل وأبناء الشهداء وعائلات المساجين والمعتقلين ...وغير ذلك .
وكان التموين من أعقد التنظيمات وأكثرها سرّية حيث يُكلف المسبلون من أولي الحزم والعزم من الرجال فيقومون بجمع التموينات وتحضيرها وتوفير وسائل النقل المناسبة لها وتحديد الطرق الآمنة والمسالك المحروسة للتنقل عبرها إلى جانب تدبير الحيل الممكنة والتمويه اللازم لرفع الشبهة عنها وتحديد أماكن المخابئ لها إلى غاية بلوغ إيصالها إلى المكان المخصوص في الزمن المخصوص .
ولذلك قامت قوات الإحتلال الفرنسي بمحاصرة حاسي الدلاعة في صيف عام 1958 وقامت باعتقال أكثر من 25 رجلا من كبار أعيان ووجهاء الحرازلية المخلصين للثورة بغرض تجفيف منابع الدعم والإسناد لأن العرش صار ظهيرًا أمينًا وسندًا معينًا للثورة والثوار ، ولذلك وليس من نافلة القول أنه وبفضل هذا الدعم السخي حافظت الولاية التاريخية الخامسة على توازنها الإقتصادي ولم يتعرض جيشها لصعوبة في التموين أو التمويل إلا في حالات نادرة مقارنة بالولايات التاريخية الأخرى .
ونظرًا لأهمية عرش الحرازلية وكثرة أعداد أفراده ونظرًا لتنظيمه العشائري المحكم في تسلسلاته وفروعه فقد زاره العديد من ضباط جيش التحرير وعقدوا مع أعيانه وشيوخه ولجانه الشعبية عديد الإجتماعات التنظيمية نذكر منهم الرائد محمد قنتار وأحمد هني المدعو الضيف وبلقاسم فرحات بن الشاوي ... وغيرهم ، وكان الهدف من هذه الإجتماعات تنظيم فرق التموين التي كانت تنقسم إلى أربعة فروع ، فرع العمال المؤلف من الخياطين والإسكافيين والحداديين والإداريين ، فرع المخابئ وهم العارفون بالحفر السرية وطرق التموين ومسالكها ، وفرع النقل الذي يجمع الإشتراكات والتبرعات العينية والنقدية من المسؤولين الفرعيين وينقلها إلى المسؤولين الرئيسيين الموزعين على الوحدات القتالية ، وفرع الإتصال الذي يؤمن طرق النقل ويراقبها ويحرسها باستمرار .

منقول للفائدة

محاصرة حاسي الدلاعة من قبل سلطات الإحتلال الفرنسي

محاصرة حاسي الدلاعة من قبل سلطات الإحتلال الفرنسي
بقلم : محمد رميلات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صيف عام 1958 قام جنود العدو الفرنسي بمحاصرة حاسي الدلاعة بمئات الجنود وعشرات الضباط والشاحنات والسيارات والدبابات ، وراحت تجمع الأهالي وحشرتهم جميعا داخل المدرسة الإبتدائية الحاج بلخضر التي بناها المحتل الفرنسي سنة 1956 لتعليم الناشئة لغة فولتير والقضاء على اللغة العربية قضاءًا مبرمًا ن وكان الهدف من هذا الحصار هو اعتقال كبار الأعيان والوجهاء بغرض تجفيف منابع الدعم والإسناد بعدما تأكد لسلطات الإحتلال الفرنسي أن منطقة حاسي الدلاعة وما جاورها صارت ظهيرًا أمينًا وسندًا معينًا للثورة والثوار ، هذا الحصار الخانق وهذه العملية العسكرية الواسعة النطاق والكبيرة الحجم تسمى في أوساط العامة ( لاراف ) .
وكان البدو الرحل ومربو الماشية يقصدون حاسي الدلاعة لتوريد قطعان أغنامهم ، وكلما ورد أحد سيق عنوة وتحت تهديد أفواه البنادق إلى مكان الحشد والتفتيش ، وفي ذلك اليوم العبوس القمطرير يوم التفيش الكبير ماجت فيه القطعان الأغنام بعضها في بعض ، وظل بعضها في الأودية والشعاب وتَرَدّى بعضها في تخوم الآبار العميقة ، بينما أصحابها موقوفون تحت أشعة الشمس الحارقة في صيف صحراوي جاف ، وأجسامهم تنضح عرقًا وقد استبد بهم العطش وتورمت أقدامهم من طول الوقوف وجنود العدو يحوطونهم إحاطة القيد بالمعصم ، من طلوع الشمس إلى غروبها .
شجاعة امرأة حرزلية :
وفي هذا الموقف الصعب وفي عنفوان وبسالة قل نظيرها تتسللت بن الحشود السيدة الفاضلة بت اعبيد روينبي غير آبهة ببنادق جنود العدو المشهورة في وجوه الحاضرين لتسقي الجموع شربة ماء باتت في هذا الموقف الصعب أعز من الدنيا وما فيها ، وأخذت تروح وتجيء رغم ما نالها من ركل ووكز وصفع ... إلى أن سقتهم واحدًا واحدًا في مشهد بطولي لا يزال التاريخ يذكره بجلال جم واحترام كبير .
خسة العملاء والخونة :
بعدما أنهى جنود الاحتلال الفرنسي رفقة الڤومية عملية حشد الأهالي لتفتيشهم وترويعهم ، جاؤوا بخسيس أثيم عُتلٍ بَعدَ ذلك زَنِيم من الخونة العملاء ( حَرْكِي ) !!!! وقد غَطّى رأسه ووكامل بدنه بكيس من الخيش لا يظهر منه سوى عيناه فمرَّ على جموع الحاضرين فردًا فردًا ، يتفرس وجوههم ويرمقهم بنظرة فاحصة من الرأس إلى أخمص القدمين وكل من يشير إليه يقوم جنود الإحتلال باعتقاله فورًا بعدما ينال نصيبه من السب والشتم والصفع على القفى والضرب بأعقاب البنادق .
وفي العملية تم اعتقال أكثر من 25 نفرًا ، منهم الحاج بلخضر بن مويزة وجماعته اعتقلوا في الأغواط والبقية اعتقلوا في حاسي الدلاعة لكنهم اعتقلوا جميعًا في يوم واحد ، يوم ( لاراف ) المشؤوم ، ونذكر من المتعقلين:
1. الحاج قويدر رميلات
2. الحاج بلخضر بن مويزة
3. الحاج بلحوت بن مويزة
4. الحاج بوخوخة بن مويزة
5. محمد رميلات بن جغلاف
6. محمد رميلات بن المقدم
7. بن عيسى كعبوش بن لمبارك
هؤلاء اعتقلوا في الأغواط من بيت الحاج بلخضر في حي الشطيط الغربي أما البقية فاعتقلوا من حاسي الدلاعة وهم :
1. امعمر لشعل
2. الحاج عبدالقادر بودودة
3. لخضر لشعل بن امعمر
4. الحاج عبدالمالك اميزات
5. بن عيسى كعبوش بن الحاج لخضر
6. الحاج محمد كعبوش بن لمبارك
7. عبدالملك بوعزارة بن لمبارك
8. الحاج المسعود سويسي
9. قطاف الحاج محمد
10. قطاف الحاج خليفة وكان بحوزته 16 مليون سنتيم فقاموا بمصادرتها منه وهو مبلغ مالي كبير جدا آنذاك .
11. علي بن عبدالرحمان بن السبع وقد أرخ هذا اليوم المشؤم بقصيدة شعبية عصماء لا يزال بعض أبناءه يحفظونها
12. محمود طعابة
13. عطالله لحول بن بلغزال
14. الحاج محمد قرينات بن بن عيسى
15. الحاج أحمد قرينات
16. الحاج بن حرزالله قرينات
17. أحمد قرينات بن الحاج بن حرزالله
18. عيسى قرينات بن المسعود
19. السايح شلالي
كما بحث جنود الإحتلال الفرنسي عن ثلاثة نفر آخرين ولم يتمكنوا من اعتقالهم بسبب اختلاف أسمائهم الحقيقة مع الأسماء المدونة على بطاقاتهم الشخصية وهم :
1. الحاج المكي طعابة
2. الحاج بوخوخة رميلات
3. الحاج بن حرزالله بن ابراهيم الشاهد
هؤلاء المعتقلين المظلومين ، أقلهم مكث في السجن ثلاثة أشهر متوالية ، وأكثر الذين عُذبوا تعذيبًا قاسيًا ومكثوا فيه مدة أطول من غيرهم هم :
1. الحاج بلخضر بن مويزة ( استشهد ) جراء التعذيب الذي لم يتوقف عنه لمدة 16 يوما بلياليها .
2. الحاج محمد كعبوش بن لمبارك
3. علي بن عبدالرحمن بن السبع
4. الحاج عبدالمالك اميزات
5. الحاج قويدر رميلات
6. الحاج المسعود سويسي
وهؤلاء المعتقلين الذين تم الزج بهم في سجن الدوب بالأغواط جميعهم ساهموا مساهمات معتبرة في دعم الثورة أقلها إيواء المجاهدين وإطعامهم والتبرع ببنادقهم ، وقد قال النبي صل الله عليه وسلم : [ من جهز غازيا فقد غزا ] .

منقول للفائدة

جرائم التعذيب التي تعرض لها المخلصون للثورة من عرش الحرازلية

جرائم التعذيب التي تعرض لها المخلصون للثورة من عرش الحرازلية
بقلم : أ . محمد رميلات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ تم إلقاء المجاهد الحاج محمد قرينات على شجيرات السدر ذات الشوك الحاد وهو عاري الجسد مكبل اليدين والرجلين مصوب العينين ثم تم سحبه بسيارات الجيب فندبت الأشواك جلده حتى يكاد ينسلخ عن العظم .
ـ تم نفخ المجاهد الحاج محمد كعبوش بن مبارك بالماء المالح حتى كادت بطنه تنفجر وراح الماء يخرج من أذنيه وعينيه وأنفه ومخرجيه .
ـ وتم تحريض كلب ضاري على المجاهد الحاج قويدر رميلات بعد إجهاده بالأشغال الشاقة فعضه الكلب وندب جسمه بمخالبه ندوبا لا تزال آثارها باقية إلى اليوم .
ـ وتم صعق المجاهد الحاج عبدالمالك ميزات بالكهرباء في أنحاء مختلفة من جسمه صعقا ترتعد له الفرائس ويسري في الجسم كالسم الزعاف .
ـ وتعرض الشهيد البطل الحاج بلخضر لذلك كله ولمدة 16 يوما بلياليها إلى أن فاضت روحه إلى بارئها من شدة التعذيب .
ـ وتم ضرب الحاج بن عيسى بن مبارك بزجاجات الخمر على رأسه فتسربت قطع الزجاج داخل جلدة رأسه .
ـ وتم إقعاد الشهيد بوعزارة عبدالمالك بن مبارك على جمر نار تلظى حتى ذابت مؤخرته وفقد وعيه .
ـ وتم ضرب المجاهد الحاج علي خطوي بالعصا والكرباج والصعق بالكهرباء والنفخ بالماء المالح حتى فقد وعيه .
ـ وتم تعذيب الحاج علي بن عبدالرحمان بن السبع بالكهرباء والأشغال الشاقة لمدة 6 أشهر كاملة .
ـ وتم إعدام الشهيد محمد بودودة بدم بارد في وضح النهار بوادي السودان قرب بريان .

ـ وتم تجويع وتعطيش كل الذين تم اعتقالهم في صائفة عام 1956 عند محاصرة قوات العدو لحاسي الدلاعة .
ـ وتم وضع 5 مساجن لمدة 3 أيام في زنزانة لا تتسع لسجينين اثنين في وضعية الوقوف بسجن الدوب في الأغواط .
وما أكثر الذين تعرضوا للتعذيب والتنكيل وبأساليب مقززة تدع الحليم حيرانًا أسيفًا كسيفًا ، ورغم ذلك نجد من يسبحون بحمد فرنسا .... التي أهانت أسلافنا وأذاقتهم كل أنواع القهر والظلم والإذلال ، وإذا كان مرض فقدان الذاكرة يُصيب الأشخاص فلا ينبغي له أن يُصيب الأمم والشعوب فتنسى جرائم وموبقات المحتلين الكفرة الفجرة .

منقول للفائدة

﴿ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾.

﴿ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ سيدنا ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﻴﺮﺍً...
ﻛﺄﺑﻲ ﺫﺭ ﺃﻭ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ... ﻟﻜﻨﻪ... ﻛﺎﻥَ ﺃﻓﻀﻞَ ﻣﻨﻬﻢ.!!!
ﻟﻢ ﻳﻌﺬﺏْ ﻛﺜﻴﺮﺍً...ﻛﺨﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﺑﻼﻝ ﺃﻭ ﺳﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﺎﺳﺮ...
ﻟﻜﻦ... ﻛﺎﻥَ ﺃﻓﻀﻞَ ﻣﻨﻬﻢ.!!!
ﻟﻢ ﻳﺼﺐْ ﺑﺪﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﺕِ
ﻛﻄﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ...
ﻟﻜﻨﻪ... ﻛﺎﻥَ ﺃﻓﻀﻞَ ﻣﻨﻬﻢ.!!!
ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞِ ﺍﻟﻠﻪ...
ﻛﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﻭ ﺣﻤﺰﺓ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ...
ﻟﻜﻨﻪ... ﻛﺎﻥَ ﺃﻓﻀﻞَ ﻣﻨﻬﻢ.!!!
ﻣﺎ ﺍﻟﺴﺮُّ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐُ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻊَ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ (ﺍﻟﻌﻈﻤﺔَ)
ﺍﻟﺘﻲ تنوء ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻮﺍﺑﻖُ ﺍﻟﻬﻤﻢ.!!!؟؟؟
ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﻝُ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ.!!!
ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖْ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻟﻮ ﻭُﺯﻥ ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ الأمة ﻟﺮﺟﺢَ...
ﻟﻘﺪ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥّ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥَ: ﻋﻤﻞُ ﻗﻠﺐٍ وﻗﻮﻝُ ﻟﺴﺎﻥٍ
ﻭ ﻓﻌﻞُ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡِ ﻭﺍﻷﺭﻛﺎﻥ...
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪﻧﺎ في ﺻﻮﺭِ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝِ ﻭ ﻋﺪﺩﻫﺎ
ﻭ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ...
ﻭأﻫﻤﻠﻨﺎ ﻟﺒـُّﻬﺎ ﻭﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻭ ﻫﻮ (ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ)...
ﻭ ﻟﻜـﻞِّ ﻋﺒﺎﺩﺓٍ ﺣﻘﻴﻘﺔٌ ﻭ ﺻﻮﺭﺓ...
ﻓﺼﻮﺭﺓُ ﺍﻟﺼﻼﺓ: ﺍﻟﺮﻛﻮﻉُ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩُ ﻭ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ..
ﻭ ﻟﺒﻬﺎ :(ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ)...
ﻭ ﺻﻮﺭﺓُ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ : ﺍﻟﻜﻒُّ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﻄﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ..
ﻭ ﻟﺒﻪ :(اﻟﺘﻘﻮﻯ)...
ﻭ ﺻﻮﺭﺓُ ﺍﻟﺤﺞ: ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭاﻟﻄﻮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﻭﻣﺰﺩﻟﻔﺔ ﻭﺭﻣﻲ ﺍﻟﺠﻤﺮﺍﺕ...
ﻭ ﻟﺒﻪ: (ﺗﻌﻈﻴﻢُ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﻠﻪ)...
ﻭ ﺻﻮﺭﺓُ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ: ﺭﻓﻊُ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝُ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ
ﻭ ﺃﻟﻔﺎﻅُ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﺎﺓ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐِ
و ﻟﺒﻪ: (ﺍلانكساب واﻻﻓﺘﻘﺎﺭُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ)...
ﻭ ﺻﻮﺭﺓُ ﺍﻟﺬِّﻛﺮ: (ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢُ ﻭ ﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞُ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮُ وﺍﻟﺤﻤﺪُ)...
و ﻟﺒﻪ: (ﺇﺟﻼﻝُ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻭﺭﺟﺎﺅﻩ)...
ﺇﻥّ ﺍﻟﺸﺄﻥّ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺄﻥ...
ﻓﻲ ﺃﻥ (ﺃﻋﻤﺎﻝِ ﺍﻟﻘُﻠﻮﺏ) ﻗﺒﻞ (ﺃﻋﻤﺎﻝِ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ)...
ﻓﻐﺪﺍً ﺇﻧﻤﺎ ﴿ﺗُﺒْﻠَﻰ ﺍﻟﺴَّﺮَﺍﺋِﺮُ﴾...
ﻭ ﻏﺪﺍً ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﺼّﻞ ﴿ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺼُّﺪُﻭﺭِ﴾...
ﻭ ﻏﺪﺍً ﻻيدخل الجنة ﴿ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﻦْ ﺃَﺗَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑِﻘَﻠْﺐٍ ﺳَﻠِﻴﻢ﴾...
أما ﴿ﻣَﻦْ ﺧَﺸِﻲَ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦَ ﺑِﺎﻟْﻐَﻴْﺐِ ﻭ َﺟَﺎﺀَ ﺑِﻘَﻠْﺐٍ ﻣُﻨِﻴﺐٍ﴾...
فسيدخل جنة الانس في الدنيا قبل جند الخلد...
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖْ ﻣﻔﺎﻭﺯُ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻘﻄﻊُ ﺑـ (ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ)...
ﻓﻤﻔﺎﻭﺯُ ﺍﻵﺧﺮﺓِ ﺗﻘﻄﻊُ ﺑـ (ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ)...
[ كلامات طيبة نقلتها عن أحد الصالحين ]


منقول للفائدة

جهاد الحرازلية مع بن الناصر بن شهرة

جهاد الحرازلية مع بن الناصر بن شهرة
بقلم : أ . محمد رميلات
قال الشيخ عبدالرحمان الجيلالي في كتابه تاريخ الجزائر العام : [ كان الحرازلية يشكلون غالبية جيش بن الناصر بن شهرة ] وفي محاضرة مطبوعة للدكتور يحيى بوعزيز في الملتقى الوطني الثالث للمقاومة الشعبية للإحتلال الفرنسي بالجنوب الذي نظمته جمعية أول نوفمبر 1954 بالأغواط في : 23 ـ 24 ـ 25 ماي 1998 ، في الصفحة 27 من الطبعة الأولى 1998 قال : [ كان الحرازلية يشكلون ثلثي جيش بن الناصر بن شهرة ] وأكد ذلك الأستاذ أحمد قصيبة في العدد 6 من مجلة الثقافة فقال : [ كان الحرازلية يشكلون ثلثي جيش بن الناصر بن شهرة ، أما الثلث الباقي فكان من عرشي المعامرة والحجاج ] .
وكان من بين رفقاء المجاهد الثائر بن الناصر بن شهرة في إقامته الجبرية ببوغار الشاعر الحرزلي الشيخ سي بن حرزالله بن الجنيدي المولود سنة 1806م ، كما شارك الحرازلية في الدفاع عن مدينة الأغواط و أبلوا البلاء الحسن في معارك ضارية هناك استعملت فيها كل الأسلحة الفتاكة بما فيها المحرمة دوليا كالأسلحة الكيماوية ، وتنقلوا مع بن الناصر بن شهرة حيث ما حل أو ارتحل وخاضوا معه جميع المعارك التي خاضها طوال مدة مقاومته التي استمرت 24 عامًا من 1851م إلى 1874م وقد أرّخ ذلك كله الشاعر الشعبي سي بن حرزالله بن الجنيدي في قصيدة شعرية عصماء تتألف من (200) بيت لم يُذكر منها في ديوانه سوى ( 164 بيت ) يقول في بعضها :
واحضرنا في جهاد لغواط الليّ صار****أنا شفت الشيب ق نهار المڤرونات
عام السّبعين رُحت إلى ترايْب بكـّار****سيدي حمزة منين غرّب لرْبوات
حوّسنا ما كنُه واولاد زبــار****وامشيت إلى أولف وبـلاد توات
واجبال العمور سبڤـــاڤ الجرجار ****الآغــا الدّين والطور اعجلات
ثم يقول في أبيات أخرى :
واحضرنا لـ الجديد والقايد شـورار **** دولت بوعُمود واعمر بن فرحـات
وبن ناصر امنين درقة من بوغـار ****شفتوشي واش دار في قوم امزانات
صيفت على جنان جلول وبــوزار **** من الآغا بوعلام رحنا إلى هـروات
وهذه الرحلات لم تكن اعتباطية من غير سبب فقد كانت إلى جوار البطل الثائر بن الناصر بن شهرة ، يقول المؤرخ الفرنسي رين ( لم يترك بن الناصر بن شهرة سنة لم يهاجمنا فيها ) ، ويذكر من رأى بن الناصر أنه كان رجلا أشقرًا معتدل القــامة أحمر الشّعر كث الحاجبين سريع الخُطى ، ماهر في الرّماية لا يكاد يخطأ الهدف أبدًا ويرمي بدّقة متناهية من خلفه كما يرمي من أمامه ، وكانت له درايـة كبيرة ومعرفة دقيقة بأراضي الصحراء ولذلك لقبة المؤرخ الفرنسي رين بـ (ملاّح الصحراء) ولما تمكن الجيش الفرنسي من احتلال الأغواط وورقلة عامي 1852م و 1853م على التوالي ، هاجر بن الناصر بن شهرة إلى صحراء الجريد في تونس ووجد في الزاوية الرحمانية هناك كل الدّعم والمساندة وكان يتولىّ مشيختها آنذاك الشيخ مصطفى بن عزوز الجزائري والد العلامة محمّد المكي بن عزوز ومكث هناك ينتظر تطوّر الأحداث . ومن تلك القاعدة الخلفية أخذ يشن الغارات على الجنود الكفرة الفجرة داخل الحدود الجزائرية وشارك معه الحرازلية في مكارك كثيرة ، وقد روى لي السيد بلعلمي روان وهو من مواليد سنة 1906م في ما يرويه عن آبائه وأجداده أن من بين الذين هاجروا مع بن الناصر بن شهرة من الحرازلية ( محمد بكاي ، الحاج يحيى بكاي ، الميهوب بن سليمان الشارف و أخوه عبد القادر ، عبد الرحمان بوداود ، بن علية بوداود ، حويط حويط ، العثيري بوداود ، سي محاد بلخضر ...) والقائمة طويلة فقد نسي بلعلمي روان رحمه الله أسماء أخرى وعندما اندلعت ثورة أولاد سيدي الشيخ عام 1864م عاد بن شهرة متخفيًا ودخل إلى ورقلة واتصل بسي العلى واشترك معًا في قيادة الثورة وفي يوم 06 /08/1864م كان على رأس جيش عظيم من الفرسان قوامه 15000 فارس ، ثم ارتحل بن الناصر إلى تونس والتقى في الزاوية الرحمانية بالشيخ محيي الدين بن الأمير عبد القادر وأولاد البطل الشعنبي بوطيبة بن عمران ومحمد بوعلاق التونسي جميعهم كانوا في ضيافة الشيخ مصطفى بن محمد بن عزوز الجزائري ، ومن هناك أرسل بن الناصر 44 رسالة إلى معظم سكان الصحراء الشرقية يحثهم فيها على حمل السلاح ويحرضهم على القتال والانضمام إليه وإلى محيي الدين بن الأمير عبد القادر ويبشرهم بقدوم جيش عسكري من قبل السلطان العثماني لتخليص الجزائر ، ويُروى أن كاتب بن الناصر بن شهرة وأمين سره حرزلي من عائلة النعاس ويقال أن جميع ما دونه هذا الكاتب محفوظ بأرشيف الزاوية القادرية بورقلة ـ ولم أطلع عليه ـ ومن مدينة نفطة التونسية شد الرحال إلى عين صالح ، واستمر البطل ينازل جيش الاحتلال ويصاوله إلى أن اضطر مجددا للهجرة إلى تونس رفقة جيش قليل العدة والعتاد فيهم ثلة من الحرازلية ذكرنا بعض أسمائهم آنفا ، لكن محمد باي تونس آنذاك أرغمه على الرحيل فركب الباخرة من مرسى (حلق الواد ) متوجهًا إلى بيروت و كان بصحبة رفيقه الشيخ محمد الكبلوتي ، فاستقرا بجوار صديقهما محيي الدين بن الأمير عبد القادر وكان ذلك سنة 1875م حيث انتهت مقاومة بن الناصر بن شهرة وطُويت صفحة مشرقة من صفحات البسالة والجهاد ، واتصل القائد البطل بالأميرعبد القادر المقيم في دمشق ليتوسط له لدى الحكومة التونسية ليبيع ما كان قد تركه هنالك من متاع وأراض وأثاث ، توفي رحمه الله سنة 1884م بعد وفاة الأمير عبد القادر بـ عام واحد ، ولم يتمكن بن الناصر بن شهرة من الموت في وطن لطالما كافح لأجله ، فمات غريبًا عنه ، لكن جهوده لم تذهب سدًا فقد انتقم له أبناء وطنه وحرروا البلاد والعباد من رجس ودنس الاحتلال بعد سبع شداد فما وضعت الحرب أوزارها إلا على نصر مؤزر جاء كفلق الصبح .

منقول للفائدة

اتفاقية الشبكة بين الحرازلية وسلطات الاحتلال الفرنسي

اتفاقية الشبكة بين الحرازلية وسلطات الاحتلال الفرنسي
بقلم : أ . محمد رميلات
بعد سقوط مدينة الأغواط في 4 ديسمبر عام 1852 م بأشهر قليلة تولّى سلطة القيادة عن قبيلة الحرازلية وقبيلة الحجاج معًا القايد علي بن الحرمة وهو من أصل حجاجي واستمر حاكمًا للقبيلتين معا 11 عاما من سنة 1853 م إلى سنة 1864 م . وبعد وفاة القايد علي بن الحرمة سنة 1864 م ، تولىّ القيادة عن الحرازلية أول قائد منهم وهو الداودي بن التومي فمكث على كرسي الحكم 11 عاما مثل سلفه من سنة 1864م إلى 1875م. ولعل أهم حدث وقع في عُهدة الداودي بن التومي هو توقيعه على اتفاقية الشبكة ( نسبة للمكان المُوقّعة فيه ) مع سلطات الاحتلال الفرنسي وبالضبط في 1 نوفمبرسنة 1874 م وتضمّنت الإتفاقية 13 بندًا من بينها 4 شروط هامة ، أولاها احترام الديانة الإسلامية وشعائر المسلمين ، وثانيها عدم قبول الحرازلية لأي قائد غريب لا يمتُّ لهم بصلة قرابة ، وثالثها رفضهم للتجنيد الإجباري في صفوف جيش الاحتلال ، و رابعها امتناعهم عن دفع الضرائب والرسوم و الإتاوات المختلفة وقد كـــانت تسمى آنذاك ( البزرة ، والسُخرة ، و اللزمة ....) أما وساطة التفاوض بين الحرازلية والإدارة الفرنسية فقد تولاّها قائد بريان آنذاك إبراهيم بن جريبـع الميزابي وتُعتبر هذه الإتفاقـية تمردًا واضحًا من الحرازلية على سلطة الإدارة الفرنسية ، كما أن القايد الدّاودي بن التومي خرج عن العُرف المُتعارف عليه لمهام القيّاد والباش آغوات المعروفين بولائهم الشديد لسلطة الاحتلال ، هذا إلى جانب ما عُرف عنه من دهاء وذكاء وشجاعة ورباطة جأش و حصافة رأي ... ويبدوا أن هذه الخصال قد أثارت عقارب الحسد في قلب الباش آغا لخضر فخشي أن تزول سطوته وسلطته إلى جانب سلطة القايد الدّاودي بن التّومي ، و لذلك و بعد مُضي أقل من سنة على اتفاقية الشّبكة تم اغتيال القايد بمكيدة دُبّر لها بليل ، فقد كان الدّاودي بن التّومي يتردّد على مقر سلطة الباش آغوات وهم عائلة معروفة باسم أولاد محاد بن الطّيب تولّوا منصب باش آغا على عروش الأرباع منذ سقوط مدينة الأغواط وإلى الاستقلال ، ومنصب الباش آغا آنذاك يُشبه بالتقريب منصب والي حاليا أما التسمية فهي تركية الأصل ومتوارثة عن الحكم العثماني ، أما حادثة الاغتيال فتذكر بعض الرّوايات الشعبية أن القايد الدّاودي بن التومي زار ذات ليلة خيمة الباش آغا لخضر وقبل أن يصل إليها ببضعة أمتار تألّب عليه الخدم وكلاب الحراسة فقتلوه شر قتلة ، و أشاع خصومه آنذاك أنه كان قادمًا إلى موعد غرامي مع فتاة تدعى ( ڤوتَة ) ، ولذلك بقيت جثته أمام الخيمة عدة أيام و لم يجرُأ أحد على استعادتها نظرًا لكثرة الأراجيف والأباطيل التي شاعت ، بين من يرى أنها مكيدة جُرّ إليها القايد لتصفيته جسديًا وبين من يرى أنه تورّط هو بنفسه في خطأ كان ينبغي أن يُنزه نفسه عن الوقوع فيه ، وبقي كذلك حاله إلى أن تطوّع نفرٌ من أفراد قبيلته فسحبوه ليلاً وهرّبوا جُثمانه في جُنح الظلام ليُوارى الثرى في منطقة (امداقين ) شمال حاسي الدلاعة بنحو 30 كلم أما اتفاقية الشبكة فقد تزامنت مع صدور قانون الأهالي [الأنديجانا ] الذي أطلق أيدي المسؤولين المدنيين الفرنسيين لتوقيع العقوبات على الأهالى دون محاكمة ، وسجـن الأفراد ومصادرة أراضيهم دون حكم قضائي ، فذهبت المُعاهدة أو الاتفاقية أدراج الرياح ، و نقضت فرنسا بُنودها ولم تلتزم بعهودها يوماً أو بعض يوم ، ولعل هذه المقاربات تجعلنا نجزم يقينا بأن حادثة اغتيال القايد الدّاودي بن التومي لها علاقة باتفاقية الشبكة وما ورد فيها من شروط تبدوا إكراهات للسلطة الفرنسية المحتلة آنذاك ولذلك سعت إلى التخلص منه . وبعد ما قضى القايد الداودي بن التومي ، تولّى أخوه أحمد بن التومي سلطة القيادة على الحرازلية و يُروي عن من رآه أنه كان يومئذٍ شيخًا أعرجًا مُسنًا بلغ من الكبر عتيًا ، يمتلئ قلبه غيضًا و حقدًا على الإدارة الفرنسية لأنها لم تفي بعهودها وقتلت أخيه غيلةً وغدرًا ، ولذلك وفور ارتدائه البرنوس الأحمر و جلوسه على كرسي القيادة وجّه تعليماته للحرازلية كي يرتحلوا جميعًا إلى جبل بوكحيل و طولقة وبسكرة فمكث هناك في منطقة الزيبان 14 عامًا بتمامها إلا أن فترة حكمه لم تدم سوى 7 أعوام من سنة 1875م إلى سنة 1882م ، ولمّا وصل أحمد بن التومي إلى نواحي طولقة وبسكرة بعثت فرنسا عُيونها في أثره لتترصد تحركاته " المشبوهة " حتى إذا أدركته وجّهت إليه تُهمة محاولة الهجرة إلى تونس والإلتحاق بمن تبقى من أتباع بن الناصر بن شهرة ، إلا أنه ردّ التُهمة بالقول أنه رفض البقاء في أرض اغتيل بها أخوه ، لكن ذلك لم يشفع له وجرّدته إدارة الاحتلال الفرنسي من البرنوس الأحمر وعزلته عن القيادة بعد 7 أعوام بحجة كبر سنه .

منقول للفائدة

شهادة الرحالة والعالم الفاضل أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي عن الحرازالية

شهادة الرحالة والعالم الفاضل
أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي عن الحرازالية
بقلم : أ . محمد رميلات
ولد الشيخ الرّحالة العالم الفاضل أبو العباس أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي في منصف ليلة الخميس 18 رمضان سنة 1057 هـ / 1647 م وكان إمام وقته علمًا وعملا ، قوّالاً بالحق شديد الشكيمة على أهل البدع لا تأخذه في الله لومة لائم حريصًا على إحياء السنن وإماتة البدع ، وكان كثير الصيام والقيام والذكر والتلاوة سخيًا جوادًا كريمًا ، وقد ألف 11 كتابًا من أشهرها الرّحلة الناصرية ، كما ألف كتابا في السيرة النبوية ، ورسالة في الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم ، وكتاب عن الرحلة التي قادته إلى بلاد الشام ، وكتيب في الطريقة ، ومجموعة أشعار بعنوان إشفاء المريض في بساط القريض ، وترجمة والدته السيدة حفصة ، ومجموع الرسائل ، وكتاب أجوبة فقهية ، وفهرسة الشيخ الخليفة سيدي أحمد بن ناصر ، وكتاب بعنوان فهرست ، وكان أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي شيخ زاوية تامكروت وقد كانت الزاوية في العهد المريني من أرقى مؤسسات التربية والتعليم وفيها تخرّج فحول العلم والفقه والنحو والتفسير والبلاغة وعلم القراءات وكانت مصدر إشعاع معرفي وأخلاقي .
قام الشيخ أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي بأربع حجات مشيًا على الأقدام أوعلى ظهور الدّواب ، الأولى كانت برفقة والده سنة 1076 هـ وعمره آنذاك 19 عامًا ، والثانية سنة 1096 هـ وعمره 39 عامًا ، والثالثة سنة 1109 هـ وعمره 52 عامًا ، والرابعة سنة 1121 هـ وعمره 64 عامًا وفي هذه الرحلة وأثناء عودته من البقاع المقدسة مَرَّ بأولاد الشيخ سيدي أحمد بن حرزالله بنواحي دمد قرب مسعد ، وهو يكتبها في كتابه الرحلة الناصرية [ دمت ] قال في الصفحة 716 من هذا الكتاب ‏‎frown‎‏ رمز تعبيري نزلنا على عين تنبع في جرف عليها مزارع لأولاد حرزالله وزاوية من زوايا تلك البادية ] ثم يقول عن الحرازلية [ هم أناس مقبلون على ما يعنيهم عرفنا منهم جماعة متمسكين ـ يقصد متمسكون بدينهم ـ وقال حج معنا واحد منهم اسمه الطيب بن عيسى رجل دين ، خَيّرٌ مقبل على دينه ] هذه الشهادة الفاضلة الكريمة في حق الحرازلية من عالم فاضل خَليقٌ بها أن تُكتب بماء الذهب فقد شهد لمن عرفهم من الحرازلية بالتدين والفضل ، وقد قال النبي صل الله عليه وسلم : " من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " وكذلك كانت أخلاق الحرازلية ولا تزال بإذن الله ، هي الإعراض عما لا يعنيهم ، وقال الشيخ أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي في الصفحة 717 : [ لما اشتد المطر لحق بنا رجل من أولاد حرزالله فأخبرنا بشدة ما بطريقنا من الوحل وأنه لا يسلك بها رجل ولا جمل فمال بنا ذات اليسار وسلك بنا طريق مسترملة غير ماسكة للماء ....وودعنا الرجل الذي هو من أولاد بن حرزالله المذكور الذي دلنا على الطريق بهذه الأوحال التي تحار بها الأوعال ] تلكم هي أخلاق الحرازلية وفضائلهم مبثوثة في بطون الكتب ويشهد بها العلماء والرحالة والمؤرخون بل لقد كتب عن أخلاق الحرازلية وفضائلهم عدد من الآباء البيض والمستشرقون والرحالة الغربيون من غير العرب .


منقول للفائدة

Monday, May 16, 2016


تاريخ ولاية الاغواط الجزئ 02


تاريخ ولاية الاغواط الجزئ 03

  الغيشـــة:
- الموقع :
تقع الغيشة على سلسة الأطلس الصحراوي بسفوح جبال القعدة التي تنتمي إلى جبال العمور, أي بين جبال القصور من الجنوب الغربي وجبال أولاد نايل من الجهة الشرقية. تقع على وادي يحمل إسمها, يحده شمالا آفلو وسبقاق, جنوبا عين ماضي وتاجرونة ومن الشرق وادي مزي .
- أصل التسمية:
كلمة غيشة ترجع تسميتها إلى حقب تاريخية بعيدة, وهنا يختلف الناس في اشتقاق الكلمة :إذ يرجع بعضهم أنها مشتقة من كلمة غشيان الحجيج إليها أثناء ذهابهم وإيابهم خاصة المغاربة ومكوثهم بالاستراحة بها  ويرجع بعضهم أنها مشتقة من " أغشى " نسبة إلى فرس ذالون أحمر و أبيض كثيرا ما كان يرعى بالمنطقة .48
- التأسيس :
الغيشة أسستها قبيلة الزناخرة  منذ حوالي 03 قرون بقصر قديم الذي يعتبر كقطعة واسعة, فالزناخرة هي قبيلة صحراوية غامضة النسب لكنها تبدوا بربرية تعربت حسب الرواية المتداولة, سكنت منطقة الجريد, ودفعت نحو الغرب ثم الشمال بمرتفعات السهوب، ثم إنهزت في القرن 19 م من طرف أولاد ماضي بن مقرب.
- أصل السكان :
أما عن القبائل التي تقطن بقصر الغيشة و التي عوضت قبيلة الزناخرة لمشار إليها آنفا فهي تنحدر من عدة سلالات و هي: أولاد سيدي الحاج سليمان , أولاد سيدي محمد بن منصور , أولاد براهيم , النقبة و نحدر عنهم ما يسمى المناصير النقابى ومنهم الرحالة وأهل القصر , المحاميد , البلة , أولاد سرور و هم بطن من قبيلة العمور الهلالية , أولاد سيدي خالد و هم من سلالة سيدي خالد بن زكريا الدفين بغرب فرندة , أولاد عون.49
حسب إحصائيات 1863 م فإن قصر الغيشة إشتمل على 20 إلى 60 منزل , كان القصر حيويا منذ قرن و نصف من الزمن , يرتاده قبائل المخاليف الأحرار , كما كانت قبيلة الأرباع الصحراوية تجلب الحبوب و التمور و تقايض بالأقمشة.
إن منطقة الغيشة تشهد على ثلاث عهود تاريخية و التي تشمل في الفترة ما قبل التاريخ و التي يشهد حضورها في الجداريات الأثرية , كما نتحدث عن مدن و قصور لقبائل سكنت المنطقة كالقصر الأحمر ( الطريفية ) لأولاد عون حوالي سنة 1450 م و أطلال القصور البربرية القديمة.
II-3- الجهة الجنوبية للجبل :
9-  تاجرونة :
- الموقع :
تاجرونة كانت تابعة إداريا إلى بلدية آفلو حتى سنة 1976 م, وقد بنيت قرية حديثة شمال القصر القديم، تشمل على سكنات حديثة, وعدة مرافق, تاجرونة هي بلدية منذ 1984 م , حدودها الإدارية غربا بريدة و شرقا عين ماضي, شمالا الغيشة و تاويالة
وجنوبا عين ماضي وبريدة. تقع البلدة من قدم لجبل العمور بحوالي 20 كلم, وتبعد عن عاصمة الولاية بـحوالي 82كلم.
- أصل التسمية  :
هناك عدة تأويلات لأصل تسمية تاجرونة , تتركب من كلمة من  " تاج " وهو معروف إطار يكلل به الملوك . و " رونة " كلمة تستعمل في المغرب العربي يراد بها قصعة. قيل أن ضاية ( أرض منبسطة) كانت توجد بالمنطقة, يتجمع بها الماء و ينبت على حافنها شجر البطم, و كأن شكلها تاج, الإسم تاج قصعة من الشجر. وفي أسطورة أخرى تذكر أن " رونة " إسم لملكة أصلها من الساقية الحمراء, وأن تاجها سقط بهذه الضاية حيث تتجمع المياه, فسميت المنطقة بتاجرونة .50
- التأسيس :
يعود تأسيس تاجرونة إلى السنوات ما بين 1613 م إلى 1616 م إلى الشيخ الولي الصالح سيدي محمد بن يوسف الذي إشتهر بعمله و صلاحه , حيث كانت له زاوية متنقلة, تقلد القضاء بمصر ثم إستقر بـ لالماية و دفن بها, نقل رفاته إلى الحويطة و تم تأسيس القصر.
- أصل  السكان :
سكان تاجرونة هم من سلالة سيدي محمد بن يوسف, حيث خلف ثلاث أبناء و هم: أولاد الشناف يسكنون  الغرب, وضريح سيدي شناف موجود بمنطقة كبالة بتاجرونة, أولاد ميهوب بالشرق و أولاد بم عيسى بالوسط.52
بينت الإحصائيات القديمة أن تاجرونة كان لها في سنة 1844 م عدد من المنازل يقدر بـ  63 مسكنا يسكنها 44 ساكن و في سنة 1956 م بها 42 عائلة تجمع 326 ساكن   و لا شك أن سنوات المجاعة كان لها اليد في هجرة السكان إلى آفلو و الأغواط .53
لقد كان نمو السكان في القصر مستمر , كما شهدت تاجرونة قدوم وإستقرار بعض سكان البدوا الذين كانوا بضواحي المنطقة, وأما السكان الذين مازلوا يقيمون بالقصر فأغلبهم إستقرو حديثا, فهم يتجمعون بمنازل حديثه موجودة جهة السور الشمالي و الشرقي للقصر.
شاركت تاجرونة في الحياة البدوية, حيث كانت تسلهم في تخزين حبوب الرحل مقابل خمس المخزون, خاصة قبيلة أولاد يعقوب زرارة التي إندمجت معهم إجتماعيا و إداريا في الخمسينات.
سكنت المنطقة قبيلة الماية البربرية . يقول أبن خلدون :" و أما ألماية فهم من البرابرة البتر كانو طواغن بإفريقيا و المغرب و كان جمهورهم بالمغرب الأوسط موطنهم بتخومه مما يلي الصحراء ... وأما الماية فاندثروا و هلكو بهلاك مصرهم الذي اختطوه...". شيدت القبيلة قصر معروف  بها لكن ما لبث الإستعمار إلا و محى آثار القصر . و مل أثر إنقراض ألماية عمر مصرها أولاد الغربي السكان الحاليون للخضراء  بتاويالة, و لما دفع المخاليف الرحل المذابيح السكان الحاليين من بريان بقي بعضهم بضاية بن ضحوة وهاجر البعض الآخر إلى الماية فعمروها ومعهم اليوم فئة من أهل الوكال وأولاد سيدي طيفور.54
10- بلدية وادي مزي :
- الموقع :
تقع بلدبة وادي مزي في الجهة الجنوبية من جبال لعمور " بقدم الجبل " يحدها من الجهة الشمالية الغربية بلدية وادي مرة , ومن الجهة الشمالية بلدية تاجموت و من جهة الشرق عين ماضي أما جنوبا بلدية الغيشة.
- أصل التسمية :
وادي مزي إستمدت إسمها من وادي مزي الذي يمر بالمنطقة, والذي يتوغل بالصحراء تغذيه ينابيع جبل العمور والذي يمر بمدينة الأغواط حتى بسكرة . للبلدية إسم آخر  و هو " الربيق ".
أصل السكان :

السكان الأصليون ببلدية وادي مزي هم لقمامته, و هم أقدم سكان جبل لعمور تذكر بعض الروايات أن لقمامته و أولاد علي بن عمر هم من سلالة واحدة. فيصب الأمر إذا قلنا أن لقمامته من قبيلة سنجاس التي هي بطن من بطون مغراوة البربرية التي سكنت جبل راشد (العمور) وجبل مشتل, والتي ذابت وسط المجتمع الدخيل وهم العمور الذين هم بطن من قبيلة بني هلال النازحة من المشرق العربي.54.
لقمامته كانت قبيلة متنقلة تصول وتجول جبل راشد, و على مقربة من منابع وادي مزي, كان عرش القمامته عازم على إنشاء قصر  لكن الأعمال توقفت به قبيل الثورة . وأما القصر المنشود هو اليوم بالربيق التي بنيت سنة 1970م بدأت بـ20 منزل, وهي بلدية منذ 1985 م. كان سكان المنطقة أكثر فقرا بسبب الجفاف وقلة المساحات الزراعية جبال قعدة لقمامته نشهد لها أنها كانت مصرحا وحصن حصينا للمجاهدين أثناء حرب التحرير ومكان إنطلاق الفصائل إلى كافة المناطق للقيام بالعمليات العسكرية.
الآثار التاريخية بالبلدية متعددة نذكر منها قصر الناموس بسكلافة والمالكية وقصر الفروج و غيرها التي تعود إلى الحضارة البربرية الأمازيغية.
12- عين ماضي :
- الموقع :
تقع عين ماضي على بعد 05 كلم من قدم جبال العمور على صفية بيضاوية الشكل مما جعل سكأن يقولون أن عين ماضي بيضة النعامة شقت طولا تبعد عن عاصمة الولاية بأكثر من60كلم يحدها من الشمال الشرقي تاجموت ومن الشمال الغيشة وبلدية واد مزي مع الحدود الغربية للغيشة وتاجرونة ،أما من الجنوب الغربي ولاية البيض، ومن الشرق الحويطة و حاسي الرمل .
- اصل التسمية :
تجمع بعض الروايات و المصادر في إشارتها التاريخية و تحكي عن أزمة غابرة فحسب الأقوال المتداولة عن أصل التسمية و ماجاء في كتاب " وشاح الكتائب" لقدور بن رويلة أن عين ماضي نسبة إلى ماضي بن مقرب ويروي أنه من أقيال العرب ومن سلاطينه زمنذاك في أيام الدولة العبيدية، فالظاهر أنه حفر عين ماء بالمنطقة، ومن ذلك سميت بعين ماضي أما الكاتب الفرنسي جون jeon melia "" ميليا في كتابه الاغواط والمنازل المحاطة بالبساتين سنة 1923 يقول " كأن يوجد بالجنوب الجزائري موقع خصيب بسبب ضيع المياه، الذي كأن يتدفق منه بكثرة امتلكه المدعو سي احمد في وقت كأن فيه الإخوة  بربروس يحكمون الجزائر العاصمة ويبنون المنازل كان لسي أحمد معلما لم يكن يعرف إلا تحت اسم الماضي أي "القاطع" و ذالك نظرا لحله القاطع للمشاكل المطروحة عليه بدون رجعة ......"55
يرى جون ميليا أن المنطقة استمدت اسمها من هذا المنطلق و يبقى القول الأول في التسمية قابل للمناقشة .
- التأسيس:
يذكر أن مؤسس عين ماضي هو ماضي بن مقرب* هذا الذي قال في شأنه ابن خلدون " وكأن هؤلاء العرب لعهد دخولهم افريقية رجالات مذكورون وكان من أشرافهم حسن بن سرحان و أخوه بدر و فضل بن ناهض و ينسون هؤلاء في دريد بن الاثبح وماضي بن مقرب و ينسبوه في قرة .... وذياب بن غانم و ينسبوه في بني ثور ....فلما زحف اخوانهم الهلاليين من زغبة و رياح إلاثبح و أتباعهم إلى افريقية كان ممن زحف معهم وكان من شيوخهم ماض بن مقرب المذكور في أخبار الهلال....ومن مزاعمهم أن الجازبة لما مارت إلى افريقية وفارقت الشريف خلفه عليها منهم ماضي بن مقرب ......"56 .
تذكر بعض الروايات أن قصر عين ماضي أسس أولا عند " سيدي معين " بقدم جبل العمور وشمال القصر القديم بعين ماضي ولعل أسباب هجرته تعود إلى البعوض الخبيث و أدى إلى هلاك السكان إلتجاؤا إلى الجبال و إلى قرية بوسمغون.  57إلى أن قدم التجاجنة من قبيلة بني توجين و اختطوا قرية تبعد بحوالي 05 كلم عن جبل عمور و التي تمثل القصر الحالي بعين ماضي.
وهناك رواية مدونة عن سيدي احمد التيجاني 1150هـ /1737م /1214/1815 يقول سيدي محمد الكبير نجل سيدي العرابي58:  " سمعت عن سيدي احمد التيجاني يذكر أن عمارة عين ماضي فيما وصل إليه من أخبار من تقدمه من ثفات أهلها بأول من بني هذه القرية السيد الأجل الصالح سدي محمد الذي أتى من القبيلة المعلومة بني توجين من الشلف تزوج امة الله الحرة أمباركة بنت عيسى  وولدت له السيدين الكريمين السيد احمد و السيد عيسى  وله ولد أخر مع ابنة عمه و ذهب إلى بلاد القبائل بقسنطينة كأن يقال له أنذاك سيدي محمد الرحمان و له أولاد كبيرهم يقال له احمد أمقران بلغة البرابرة فخرج منه أولاد يسكنون بأولاد مقران وهم إلى الآن بتلك البلاد، أما سيدي محمد الذي عمر هذه القرية أول مرة فلما نشب أولاده فاخبرهم بأنه توحش ( 'اشتاق) بلاده التي أتى منها وأراد الرجوع إلى وطنه، قال له أولاده لما تركتنا هنا قال لهم تركتكم في حجر الشيخ عبد القادر و الشيخ معروف الكرخي، وذهب إلى بلاده ومات بها و هذا ما سمعته عن سيدي أبي العباس احمد التيجاني .......انتهى
- السكان الأولون لعين ماضي :
ومما تقدم أن السكان الأولون لعين ماضي و الذين اختطوا قصر عين ماضي فخذ من قبيلة بني توجين من شعوب ببني بادين بطن من بطون زناته البربرية الأمازيغية ، يقول فيهم ابن خلدون:" وغلب الهلاليون قبائل زناته على جميع الضواحي، وزاحوهم على الزاب وما إليه من بلاد افريقية، وأنشمر بني واسين هؤولاء من بني عبد الواد وتوجين عن الزاب إلى مواطنهم بالصحراء بالمغرب الأوسط من مصاب وجيل راشد .... " " وكان بني بادين من الجهة الشرقية قبيلة المعزب الأوسط مابين فيكيك وميدونة الى جبل راشد ومصاب .... كأنت شعوبهم اكثر عددهم ، فأنهم كأنوا اربعة شعوب بني عبد الواد ،  بني توجين ، بني رزدال و بني مصاب وكأن معهم شعب أخر من اخوأنهم بني راشد ....."59
سكن فرع من قبيلة بني توجين القادمين من الشلف وهم التجاجنة " تصحيف لتوجين " أول من عمر عين ماضي و استقر بها فبنو المنازل وأنشؤا الحدائق  ويتفرع عرش التجاجنة إلى عائلات منهم : الدهص، الدلاسات، العويسات، أولاد سيدي عبد الله، الحقاقي، الكنادرية، تذكر بعض الروايات أن التجاجنة أصلهم من الساقية الحمراء بالمغرب الأقصى والظاهر أن بعض العائلات ذات الأصل العربي أنتسبوا الى التجاجنة  واستظلوا تحت ظل العرش، فالتجاجنة هم بربر تعربوا مع مرور الزمن.
ومن العائلات التي قطنت قصر عين ماضي و التي عوضت  عرش التجاجنة، التجانيين من سلالة الوالي الصالح سيدي احمد بن محمد التيجاني، والتيجاني تصحيف لتوجين  لقب بالتيجاني نسبة لأخواله من التجاجنة، أما نسبه فهو شريف محقق ويرفع نسبه إلى  مولانا محمد الملقب بالنفس الزكية ابن مولانا الحسين المثنى بن الحسن البسط ابن مولانا على رضي الله عنه وإلى فاطمة الزهراء عن سيد الوجود سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم"60 ، يعود إلى جده الخامس سيدي محمد( بفتح أوله ) بن سالم القادم من قرية "عيدة" من إقليم دوكالة بالمغرب الأقصى أنتقل الى الصحراء الغربية ثم استقر بعين ماضي لأسباب ، أما أنه مشى للحج ورجع واستوطن بعين ماضي و أما و هو في طريقه إلى الحج إنقطعت به السبل و استقر بها  وتناسل بها وسلالته باقية حتى يومنا هذا .61
كما استقر بعين ماضي عرش أولاد زيان التي تذكر الروايات أن جدهم الأول " محاد بن زيان" من عين الملح بــ بوسعادة ولاية المسيلة، وفي رواية أخرى أنهم قدموا من سهل الزاب ببسكرة كأن عرش أولاد زيان من اكبر العروش البدو الرحل يعتمدون على تربية المواشي و الرعي، كثيري التنقل و الترحال، فيحكى أنه كانت لهم علاقة طيبة مع سيدي أحمد التيجاني تعلقوا به وظيفوه أثناء تنقلاته بــ بسكرة، وقعت لهم مشاكل واضطرابات فتوجهوا إلى الولي الصالح بعين ماضي ومنذ ذالك استقروا بالمنطقة وعاشو بها ومن الملاحظ أنهم إندمجوا وتصاهروا على مر السنيين مع اهالي عين ماضي.
ينقسم عرش أولاد زيان إلى فرق وهي :62
- القسم : بومقواس ، بن إبراهيم .
- الخنانقة  : بن قشوة ، الزاوي .
- المازيز : الداودي ، مايدي ، هازل ، بن نعيجة .
- اولاد الجودي : بن الصحراوي .
- أولاد الحيمر : مسعودان ، لغزال ، العيدي  ، لوعيل ،البهاليل ، ويقولون أن أولاد الحيمر من أولاد نايل و أنتسبوا إلى أولاد زيان.
-  لقياط : بن قيط - أولاد بن عروس : بوزياني ، قيساري .
كما توجد عائلات كاولاد سيدي موسى الذي كأن إمام المسجد العتيق آنذاك و فرقة من أولاد داود من عرش أولاد صالح ( فرع من فروع قبيلة الرباع) – الجوادات ، المخاليف الزرق- وبعض العائلات القادمة من جبال العمور مثل : البوازيد.
ونظرا لأن عين ماضي مهد الزاوية التجانية توافد عليها الأفراد والجماعات وسكنوا بها قدموا من شتى أنحاء البلاد وخاصة من الغرب الجزائري منهم : أولاد ستت ( من البيض ) – قيبوب من ( الغرب) .
أهم وأبرز المعالم الاثرية بولاية الاغواط:
يحق للشعوب إن تفتخر بماضيها و بحضارتها و بما خلفته يد الإنسان من إبداع فأصبح عنوان تاريخها  ومجدها و استمرارها علامة دالة على مدى مساهمتها في الحضارة الإنسانية، إن الأغواط  في حاضرها هي حصيلة تطورها عبر العصور، بحيث يتراكم في شخصيتها نسيج الماضي المكون من المؤثرات الثقافية التي توالت عليها فشكلت هويتها المتميزة حاضرا، إن الحاضر وليد الماضي و المستقبل وليد اليوم، وذالك إن التراث الأثري يمثل شواهد مادية تنعش الذاكرة و تهيج المشاعر، فالأمة التي تمهل تراثها تعرض نفسها لفقدان الذاكرة، و إن فقدت ذاكرتها نسيت ماضيها و ارتكبت في حاضرها و ضلت سبيل مستقبلها .

تعد الأغواط من بين المناطق الغنية بالمواقع والمعالم الأثرية، وهي بذالك تعد أرضا خصبة للدراسات الأثرية، ففي الأغواط لا توجد مناطق أثرية معينة لكن البلاد كلها عبارة عن متحف مفتوح عليك إن تلهث في فضاءه  الشاسع حتى تتعرف عليه.ففي هذه الصفحات التالية سيجد القارئ الكريم غيض من فيض وسيجد أبرز المعالم وهذا الذي ذكر لا يساوي شيئا بما هو لم يذكر. وكما يقال قد قطفنا زهرة من كل بستان.

قال شيشرون :" من لم يفهم تاريخ أمته يبقى جاهلا إلى الأبد " فهل من سبيل إلى فهم التاريخ من غير مساءلة شواهده وهي مشهودة ؟ .

- الأثار التاريخية القديمة :
I-1         الرسومات الحجرية :

إن الأغواط تشهد على ثلاث عهود تاريخية، وستظل شاهدة على تشاكل التاريخ من حيث تواشيح حقبة، و التي تتمثل في فترة ما قبل التاريخ، و التي يشهد حضورها في تلك الجداريات بوصفها شواهد تاريخية.
عاشت الأغواط فترة ما قبل التاريخ عندما كان الإنسان يسكن داخل الكهوف ويرسم على جدرانها طقوس حياته اليومية، لكن من هذا الإنسان القديم وما حضارته ؟.
إنها حضارة العصر الحجري القديم السفلى أو الحضارة ذات الوجهين، عرفت هذه الحضارة في عدة مناطق بالجزائر  " آدمي " بجانت و "تيهودين " بالهقار و الطاسيلي، وخاصة في تيقينيفين " بمعسكر عاش سكان هذه الحضارة بين 7000 سنة ق.م و 10000 سنة ق.م كانو بإفريقيا يطلق عليهم اسم " بيتنكانتوب " أما في شمال إفريقيا كانوا يسمون " برجال الأطلس " ولقد ثبت وجودهم في تغنيف بمعسكر و هذا بوجود أنياب الفك السفلي لهم .63
- تزخر الأغواط بكثر من 30 محطة للرسوم الحجرية موزعة على هضبات الميلق، سيدي مخلوف ، تاجرونة ، الغيشة ، بريدة ، تاويالة وهذه هي نماذج من الفن الصخري بسيدي مخلوف والغيشة .
1 - محطة الحصباية :
محطة الحصباية هي تحفة أثرية للنقوشات الصخرية، فهي تعتبر أهم محطة للرسومات الحجرية على مستوى الأطلس الصحراوي متكونة من أربع لوحات صخرية أبدع فيها فنانون ما قبل التاريخ ، كما تعتبر كمدرسة للباحثين و المتخصصين بها نقوشات صخرية لحيوانات مختلفة نذكر منها : الفيلة ، النعامة ، الغزال ، الأسود ، وحيد القرن بها لوحة طولها 40 متر و عرضها 10 أمتار وبها  رسومات لحيوانات كثيرة ،يرجع تاريخها مابين 7000 سنة ق.م إلى 10000 سنة ق.م 64
تقع بواد الحصباية من الجهة الجنوبية لبلدية سيدي مخلوف ، تبعد عن مقر البلدية بـ 10 كلم ، وعن عاصمة الولاية بحوالي 40 كلم .
تم اكتشاف هذه المحطة لأول مرة من طرف عسكريين اثناء عملية الاحتلال الصحراء الجزائرية قبل 1900 ، ثم أعيد اكتشافها للمرة الثانية خلال 1964 /1965 م من طرف الأب "فيلاريتle pere françois de villaret    وبلا نشار " ylan – chard65.
وبهذا صنفت كمحطة اثرية سياحية ، مصنفة عالميا ، توافد عليها السواح الأجانب و خاصة من السفارة الأوربية .2- محطة الرمايلية :
من بين التحف الأثرية لعهد ماقبل التاريخ محطة واد الرمايلية التي هي أيضا تعد من أهم محطات الرسوم الحجرية على مستوى  الأطلس الصحراوي ، وهي بذالك مصنفة عالميا ضمن المعالم الأثرية بها مجموعتان من النقوش ، فيها لوحات تمثل : اسود، غزال زرافة، فيلة بالصخور الباقية على حالتها كما يوجد على الربوة  التي تحتوى الرسومات حجارة متراكمة تشكل رأس أرانب و سكنات ماقبل التاريخ ( الأطلال)، ومعالم جنائرية تعود إلى فجر التاريخ ، طريقة دفن الميت " tumulus".
يرجع تاريخها  إلى  7000 سنة و ربما لـ10000 سنة قبل الميلاد 66 تقع المحطة  بواد الرمايلية على بعد 06 كلم شمال غربي بلدية سيدي مخلوف  ، ولاية الأغواط ، اكتشفت لأول مرة من طرف أستاذ  أجنبي  ، وبلغ بها نقابة المبادرة  في الجإنب السياحي بالجلفة ، و أعيد اكتشافها رسميا  سنة 1974 من طرف الإنسة دامور  "damour"مستوطنة بمدينة الجلفة و اخضعتها لدراسته تاريخية .67 فهي اليوم تعد كمحطة أثرية سياحية يتوافد عليها السواح الأجانب.
* محطات الغيشة:
تحوي بلدية الغيشة على خمسة مواقع للرسومات الحجرية في كل من حجرة الناقة، حزك الترك، الحمارة وعين النفوس بوادي الغيشة فيها الصورة التي تمثل الثورين الكبيرين وبقربهما الصورة التي تمثل الحمارة وازحاشها وقد صنفت كمعالم سياحية سنة 1913. 68
3- محطة عين سفيسيفة :
هي محطة لرسوم حجرية سمي عين سفيسيفة تقع على بعد 20كلم شمال بلدية الغيشة من أهم المحطات للرسوم الصخرية في الأطلس الصحراوي بها جداريه يبلغ طولها 2.50 متر و عرضها 1.90 متر ، تمثل أنثى فيل تحمي صغيرها من حيوان مفترس يشبه الفهد يرجع تاريخها إلى 7000 سنة ق.م ، تم اكتشافها سنة 1898 من طرف النقيب الفرنسي moumené.69
اعتبرت منظمة اليونيسكو رسمة عين سفيسيفة كرمز عالمي لحماية الطفولة سنة 1986 .وقد تم تصنيفها كمعلم اثري سياحي بموجب المرسوم رقم :06/03/1913 70
-1-2- المعالم الجنائزية:
من بين المعالم الأثرية بالأغواط معالم فجر التاريخ ، فهذا العصر عرف بالمعالم الجنائزية ، أين بدا الإنسان بدفن موتاه و لأول مرة و بكيفية جديدة منذ 5000 سنة ق.م  هذا التنوع الكبير في الصروح الجنائزية التي تتأكد بوضوح في مشاهد المقابر، استخدم سكان فجر التاريخ أنواعا كثيرة من الصروح لدفن موتاهم و التي جاءت خلال مراحل تطورية ، و أكثر هذه الصروح عبارة عن أتلال صغيرة  مكونة من التربة و الحجارة و دوائر من الحجارة البسيطة أو المتراكمة و فراغات شبه دائرية مبلطة تشكل غرفة جنائزية بداية من طريقة " التومولوس .le tumulus"" تم تطورات إلى البازينات "la bazina" و هي عبارة عن أتلال تومولوس تكسوها حجارة من الخارج كما توجد طريقة اخرى و هي من الصروح الأكثر تعقيدا و هي الدولمان  le dolmen   ". 71 مكونة من الواح حجرية قائمة تشكل حجرة مستطيلة يسقفها لوح حجري أفقي ، وقد تكون المصاطب مغروسة في الأرض بعمق مختلف كما تكون موضوعة على أعلى صفوف من الحجارة الثابتة كانت طرق الدفن المتنوعة كثيرا ما وضعت الجثة مطوية على الجانب أو الظهر ، وكأن الإنسان فجر التاريخ اهتمام بحاجات الميت بوضع لوازمه وأدواته التي كان يستعملها.72
تواجدت هذه المعالم  الجنائزية  le tumulus "" بسيدي مخلوف و تاجموت ، تاجرونة الحويطة ، الميلق .....الخ لم تخضع هذه الصروح الجنائزية إلى دراسات إلا بداية من سنة 2005 ، بحيث عرفت حفريات و دراسات معمقة في الميدان من طرف طلبة في علم الآثار بجامعة الجزائر.
I-3 - القصور القديمة البربرية :

كأن التاريخ في كل مرة يأبى الإنقطاع، كالعقد الذي جاءت حلقاته بإنتظام لذا فالأغواط حظيت بشواهد تاريخية تعود إلى بداية التاريخ – عصر التاريخ – وهي القصور التي تشهد بأصولها البربرية لكن و لا وثيقة مكتوبة أو مدونة تشهد بذالك أو نشأتها ، فلا شك إن هذه القصور أمصار قبائل بربرية امازيغية حيث قال ابن خلدون " إن البربر هم امة الثانية للمغرب " شيدت هذه القرى التقليدية بالأماكن المرتفعة و على مقربة من العيون و الأودية و ذالك لسهولة التزود بالماء ، وهذا لعدم الخبرة و فقدان الآلات  الحفر واما اختيار المرتفعات للتمكن من الحماية من الحيوانات الضارية ، ولأغراض دفاعية من العدو .

- تعود أسباب هجرة القصور إلى أمراض الملاريا التى اجتاحت المنطقة أنذاك ، ونزوح الهلاليين حيث تراجع السكان الأصليين من البربر الى المرتفعات الوهرانية ونواحيها الشمالية، أو قد تعود إلى جفاف العيون بسبب الحركات الرضية .74
- تتواجد بالأغواط اطلال القصور البربرية المتناثرة على انحاء الولاية حوالي 40 قصر منها : قصر الرومية، قصر قاعة الصبيان، قصر بكمة، قصر قليتات، قصر الفروج بوادي مزي، قصر الهمام، قصر سكلافة، قصر سبرقادة بواد مرة قصر اوزادجا، قصر تامدا بقلتة سيدي سعد، قصر بارباب، قصر القليل، قصر غرداية بتاويالة ، قصر بمنطقة الخنق على بعد 7 كلم من مدينة الأغواط .75

II-       أثار العصور الوسطى و العصر الحديث :

II-1 : المعالم الأثرية بمدينة الأغواط :
تعتبر مدينة الأغواط وكباقي المدن الجزائرية التي تزخر بتراث غني يشهد على اثر حضارة إسلامية وتاريخ مجيد آثار تكرست بصورتها الجلية في العهد الإسلامي في أحيائها ، التي تعكس مميزات التراث الشرقي و الصبغة الصحراوية،و تلك البقايا  والمعالم و الشواهد التاريخية من الحصون و قلاع وكنائس التي تعود للاستعمار الفرنسي.
-إن أثار المدينة ليست مجرد شهود حجرية صامته ولكنها رموز لهوية متأصلة، و على ما تركه الأسلاف كمكون من مكونات الذاكرة الجماعية التي تبقى أمجاد حية بين الأجيال اللاحقة.
صنفت مدينة الأغواط كمدينة أثرية وكمحطة سياحية بموجب المرسوم رقم 98/370 المؤرخ في 23- نوفمبر -1998 . 75
2-1-1 زقاق الحجاج :
التسمية: مدينة الأغواط مشهورة بماضي الحضارة، فقد كانت همزة وصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، و مركزا تجاريا واقتصاديا هاما يقصدها التجار والعلماء والراغبون في طلب العلم وكانت قوافل الحجيج القادمة من ليبيا. ومازال شارع إلى يومنا هذا يعرف باسم زقاق الحجاج في حي عتيق.76
النسيج العمراني للحي :
يمتاز النسيج العمراني للحي بشارع تتفرع عنه شبكة أزقة  و ممرات تتميز بصفتها و التوائها استجابة لعوامل مناخية  ، كالبحث عن الظل في ضيق الأزقة و تفادي الرياح والزوابع الرملية في إلتوآتها  أما المنازل متراصة متداخلة في بعضها البعض تتكون المنازل من طابقين بالحي بلحي عدة مرافق ثلاث مساجد و مدرسة وغيرها يجمع الحي عدة معالم أثرية كالكنيسة القديمة و المساجد وقبة سيدي عبد القادر و باب الواد .77
- الموقع: يقع زقاق الحجاج وسط مدينة الاغواط يحده شمالا شارع الشهداء ومن الجنوب حي الضلعة ( شارع باستور) أما من جهة الشرق كاف تيزي قرارين ومن الغرب حي الصفاح.
2-1-2 – المسجد العتيق :
إن التاريخ بمستوياته يطل علينا ليدل على مراحل عاشتها المدينة، فشكل البناء بالمدينة الصغيرة ذات الأزقة الأخطبوطية ستحظر و يأتي بأهل البلدة ومراحل تطورها، فلكل مرحلة ذوق، وكلها جميلة تتكامل معاً في ظل الحضارة الاسلامية الطابع، التي طبعت المدينة بطابعها والتي ضمت مظاهر ثقافية دينية كالمسجد العتيق.
- نبذة تاريخية :
يعتبر المسجد العتيق أقدم معلم مزال باقيا بمدينة الاغواط  على الإطلاق، يعود بنائه حسب الروايات الشفوية المتداولة إلى تأسيس المدينة أي إلى القرن الخامس هجري، الحادي عشر للميلاد بينما يذكر بعض المؤرخين الفرنسيين أن بناءه يعود إلى نهاية القرن الخامس عشر ميلادي سنة1480 78، وحسيب عمارة و تخطيط المسجد وشكله الهندسي الذي العمق فيه اكبر من الطول ، وهذا من خصائص المساجد المغربية المشيدة في القرنين التاسع و العاشر ميلادي فالأرجح أنه بني قبل القرن 15م بكثير 79
يحظى المسجد باهتمام كبير من طرف سكان المدينة بصفته الجامع الذي تردد إليه الكثير من العلام مثل سيدي الحاج عيسى والرحالة الناصري ومؤسس الطريقة التجانية سيدي احمد التجاني، و الشيخ امبارك الميلي، و مدرسته القرآنية التي تخرج منها العديد من الأئمة .
مواد البناء المستعملة قوالب الطوب المجفف بالشمس – الجير – جذور النخيل للتسقيف شهد المسجد العتيق توسعة في السنوات الا خيرة.
يقع المسجد العتيق بالمنحدر الشمالي من جبل تيزي-قرارين، بالجهة الغربية من المدينة بشارع المسجد العتيق، يحده من الغرب و الشرق و الجنوب منازل ومن الجهة الشمالية طريق و البرج الغربي ( قلعة بوسكارين).
2-1-3- المسجد الكبير:
- أسماء أخرى للمعلم: يعرف بالجامع الكبير لأنه اكبر جامع بالمدينة ، و يسمى بجامع الصومعة كذالك لأنه يعتبر أول جامع بالمدينة تقام له صومعة أي منارة ، أما تسمية بالصفاح نسبة للصخرة الكبيرة التي تشيد عليها .
- نبذة تاريخية:يشيد المسجد في شهر صفر 1291 هجرية، الموافق لشهر مارس 1874 حسب ما كتب على الصفيحة الموجودة في حنية القبة للصومعة الكبيرة قام ببنائه الأتراك، واشرف على بنائه البناء الايطالي الأصل " موليناري " moulinariشارك في بناءه بعض الصناع الماهرين مثل الحاج ثليجي " 80
- مواد البناء المستعملة: الطراز المعماري للمسجد تركي، بني بالحجارة الكلسية الطبيعية والمهندمة ( المنحوته)، و الأجر الموقود على النار، والميدايك، و الجبس، و الجير و غيرها .
يبلغ حجم المسجد بـ 600 متر مربع ، يبلغ الطول الكلي للمنشاة 30 متر و عرضها حوالي 50 مترا.
 الموقع: يقع الجامع في الجهة الغربية من المدينة القديمة على إحدى قمم جبل تيزي قرارين هذا الجبل الذي يقسم المدينة إلى نصفين الشمالي و الجنوبي  ، وهو يوجد في نهاية محور هام شارع أول نوفمبر ( المقطع )
5- البرج الغربي :
أسماء أخرى للمعلم : يعرف البرج الغربي بالمستشفي القديم ، وكان  أول اسم له هو قلعة بوسكارين «fort bouscarem » نسبة لاسم جنرال  الفرنسي الذي لقي حتفه في مقاومة مدينة الاغواط إبان الدخول الفرنسي للأغواط في 04 ديسمبر 1852 .81
- نبذة تاريخية: كانت الأغواط القديمة معروفة بتحصيناتها و قلاعها الدفاعية الشامخة و التي طالما دافعت بواسطتها عن المدينة  ، وكان البرج الغربي من أحصن القلاع و أحسنها موقعا، حتى إن أول جنرال فرنسي قتل من أعالي هذا البرج وبعد احتلال الاغواط كان البرج وبعد احتلال الأغواط كان البرج الغربي ضحية التعمير الاستعماري فهدم ضمن معالم أخرى و بني على أنقاض البرج الحالي و ذالك سنة 1857 كما هو منحوت على صفيحة حجرية بمدخل القلعة
- الموقع : يقع البرج الغربي في الجهة الغربية من مدينة الأغواط على قمة جبل تيزقرارين  tizi grarineيحده من كل الجهات الثلاث سفح الجبل بينما يحده جهة الغرب الممر الموجود فوق باب الربط بحي الغربية
مواد البناء المستعملة :استعملت عدة مواد بناء كالحجارة الكلسية الطبيعية و المهندمة ، الأجر الموقود على النار و الميداميك و هي الافريزات المزخرفة...... وغيرها . صنفت قلعة بوسكارين كمحطة سياحية بموجب المرسوم 27/11/.82.1950
2-1-5- الكنيسة القديمة :
الكنيسة القديمة هي كنسية الآباء البيض ويعرفها سكان المدينة بالجامع النصارى شيدت الكنيسة في جوان 1899 ، وأقيم فيها أول قديس عام 1900 هي كنيسة القديس "هيلاريون " بقيت تقام فيها الشعائر المسيحية حتى الاستقلال ، وقد تقدم إن المحتل الفرنسي كان قد حول مسجد الحلاف إلى مصلى للمسيحيين مباشرة بعد الاستيلاء على المدينة وقد تم تشييد هذه الكنيسة غير بعيد عن المسجد القديم .83
- الطراز المعماري بيزنطي أندلسي جديد وتمثل المنشاة 15/1 من حجم الكنيسة  القديمة " صوفيا " بتركيا.
- يبلغ طول المنشاة 35 متر وعرضها 20 متر قطر القبة 7.17 متر و ارتفاعها 1.90 متر أما الارتفاع تحت القبة يبلغ 13.50 متر ارتفاع البرج 13 متر، أما فيما يخص التصميم العمراني ،صممت على هيئة صليب رأسه متجه إلى الشرق ، قامت بدراسته وإنجازه شركة الجسور و الطرق الأغواط، دامت مدة الإنجاز 14 شهرا بكلفة 11400 فرنك فرنسي .84
- مواد البناء المستعملة الحجارة المهندمة ، الأجر الموقد على نار، الجير و الجبس و غيرها
- تقع الكنيسة في الطريق من شارع الأمير عبد القادر حاليا ، أي في الحدود الجنوبية الغربية من القصر العتيق زقاق الحجاج و ذالك في محور رئيسي للمدينة القديمة في عهد الاحتلال
- تعاقبت على الكنيسة القديمة عدة مصالح إدارية فهي اليوم كمتحف بلدي لولاية  الاغواط.
5- مدرسة احمد شطة :
هي مدرسة التربية و التعليم الإسلامي وقت الاستعمار الفرنسي ، انتهجت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خطة إنشاء المدارس العربية الحرة تلقت مدينة الأغواط الفكرة بقبول ووسعت الجهود لإنجاز هذا المشروع العلمي الحضاري العظيم ، هذا الصرح التاريخي التي تعد واحدة من منارات العلم وقلعة من قلاع الصمود  الثقافي للشعب الجزائري ضد محاولات المسخ و الفرنسية و التمسيح ، و المعلم العتيد التي كانت تجمع بين الأصالة و التفتح و كسر سياسة التجهيل.
- مافتئت تؤدي هذا الدور في ظل الحرية و الاستقلال، سميت تبركا بالعلماء و الشهداء باسم العالم الشهيد الشيخ " احمد شطة " 1908- 1958 " من بين الشيوخ العازمين على النهوض بالحركة الإصلاحية و التربوية لمدينة الأغواط والذي يعد على رأس المؤسسين للمدرسة و المدرسين فيها كما أسندت إدارتها له وأصبحت معلم حضاري و تراث مادي ، ثقافي و تاريخي.
نبذة تاريخية :
عرفت مدينة الأغواط في مطلع القرن العشرين بفضل نشاط الشيخ عبد الحميد بن باديس و أمثاله من المصلحين بوادر نهضة ثقافية من بين مظاهرها استحضار أعيانها للشيخ سعيد الزاهري ليؤسس مدرسة عربية إسلامية حرة .
لكن لم يطل به المقام فاستقدموا السيخ مبارك الميلي الذي أسس بها مدرسة " الشبيبة" التي تعد من أوائل المدارس على المستوى الوطني و تخرج منها نخبة من نجباء الطلاب من بينهم الشيوخ :احمد شطة – ابوبكر الحاج عيسى – احمد قصيبة – الذين توجهوا  إلى جامع الزيتونة بتونس ، ولما أنهوا به دراستهم عادو وكلهم  توق إلى بعض نهضة تعليمية بالأغواط وقد آزرهم في ذالك أعيان المدينة من أنصار الإصلاح ، فسعوا و على رأسهم الشيخ احمد شطة للحصول على قطعة ارض لبناء مدرسة عليها ، اتصلوا بالسيد الحاج يحي فرحات حاثين اياه على التبرع بجزء من أرضه فوافق على إن يكون في جانب منها مسجد وضع حجر أساسها في 08 ماي 1945 شيدت المدرسة بمساهمات و تبرعات المواطنين  ، وفتحت أبوابها في بداية السنة الدراسية 1948-1949 85 . كانت أول مدرسة في الصحراء و ثالث مدرسة على مستوى الوطني بعد مدرستي قسنطينة و سيق كما إن و جود المدرسة في وسط المدينة كالطور الأشم يعتبر أعظم حادث في تاريخ الأغواط كانت هيئة التدريس تتكون في بداية الأمر من الشيخين : احمد شطة مديرا و مدرسا والشيخ الحسين زاهية مدرسا كما توسعت أقسامها و انظم إليها بقية الشيوخ والمعلمات .
من أهم ملامح الطرق التربوية تتمثل في الفكر التربوي الحديث الذي  ساد العالم و تطبيق البرامج و المناهج الحديثة إنتجت طلاب من حملة لغة الضاد و الثقافة الإسلامية القومية فكإنت و مازالت بهم الأغواط بؤرة إشعاع تربوي غذى مختلف مناطق جنوبي فكانوا بذالك  رسل علم و رجال هداية.
- تقع مدرسة احمد شطة وسط مدينة الاغواط في الشارع الرئيسي لها ذات طراز معماري عربي أصيل مطبوعة بمنارة أو صومعة و قبب ، بها عناصر زخرفية عديدة  كالأقواس و القوائم المزخرفة و الدرابيزن.
- مواد البناء المستعملة : الحجارة ، الجر الموقد على النار قوالب الطوب ، المياميك ، الجير و غيرها .
2-2 : القصور القديمة :
إن دراسة الزوايا و الاحياء و القصور القديمة لولاية الاغواط  العريقة تكشف على ما تزخر به من تراث و حقائق تاريخية تشهد على اثر جماعات و عروش أو تاريخ مجيد لناحية ما ، فالقصور القديمة إن دلت على تاريخ واصل البناية فإنها تنشدجماعات وترعرعت بالناحية عبر السنين على تجمع إناس ساهموا في نشاة تجمع سكني أو احياء و زوايا تغلغل في أوساطها اسلوب التعايش و التبادل و تواجد مصدر رزقهم ، من بين القصور القديمة قصر العسافية و قصر تاويالة  ، التي تحمل رموز اربستيكية متاصلة كما تتواجد بالأغواط القصور التي تضاهي تلك القصور الملكية كقصر كوردان الثري ، ضمن ماتزخر به الولاية من تراث قديم و عريق يشهد له التاريخ
2-1-قصر تاويالة :
يرجع تاسيس قصر تاويالة إلى قدوم الهلاليين ، نشأة القصر حسب طراز بناءه إلى القرن 17 م مؤسسه الأول هو احد أحفاد سيدي الشيخ المدعو الشيخ بن الدين ، يعتبر قصر تاويالة من أهم القصور بجل لعمور به حوالي 84 منزل و هي محصنة بسور من الحجارة، علوه 08 أمتار و عرضه متر يتربع القصر على مساحة تقدر بـ 1.850 هكتار ، يمتاز بشكله المستطيل ، للقصر بساتين محاطة بجدران من الطوب ، وتوجد بالزاويتين أبراج مراقبة يتخلل السور ثلاث أبواب يتربع نسيج القصر على أزقة ضيقة و سقيفات وسباطات ومن ساحتين .86
جاء في وصف قصر تاويالة في منتصف القرن 19م لأحد الكتاب العسكريين الفرنسيين بتصرف مايلي:" يعتبر قصر تاويالة أهم قصر بجبال لعمور حوالي 84 منزل و هي محصنة بسور علوه 8م و عرضه متر تبدو تحصينات القصر اشد صمودا من هجمات العدو و لتاويالة بساتين محاطة بسورمن الطوب ..... "
- مواد البناء المستعملة تعكس التكوين الجيولوجي  للمنطقة ، بناء مشيدا بالحجارة التي تدل على ميزة الرطوبة بالمنطقة ، وجذور الأشجار كالصفصاف و النخيل و نبات الرمث للتسقيف.
- أصبح قصر تاويالة مهجور وخالا من السكان بداية من الثمانينات ،إلا ساكن واحد ، حيث تم تشييد القرى الاشتراكية ، و بات القصر شبه خراب و لكنه بقي كتراث حضاري للمنطقة و كمعلم سياحي ينشد حضارة ترعرعت بالقصر عبر السنين .
-2-2 – قصر العسافية :
من بين الآثار و المعالم السياحية بالعسافية بولاية الأغواط ، القصر القديم ، شاهد الأكيد على تفاعل الإنساني الإبداعي مازالت معالمه بارزة للعيان تحكي للأجيال اللاحقة ما فعله أجدادهم في مجال الهندسة المعمارية ، يقع القصر وسط مدينة العسافية يبعد عن مدينة الأغواط ب 14كلم

قصر العسافية قديم يرجع تأسيسه الى القرن السابع عشر ، اختط من طرف أولاد سيدي عيسى من قبيلة المعامرة ، الى أن قدمت قبيلة الميغازي من القرارة ، و في رواية من منطقة "دمد " ببسكرة سنة 1660 م، وسعوا البناء وأنشؤا الحدائق، حسب جون ميليا استقر بناء المنازل في القصر من قبل القبيلة كان خلال 1825 بعدما كان يعرف خراب و دمار من جراء عوامل طبيعية .87

يتخلل القصر بابين الباب الشرقي و الغربي كان القصر محصن بسور ، يتربع نسيج القصر من السقيفات و السباطات ومن ساحات ، كل منازل القصر متكونة من طابقين، به مسجد عتيق لكنه هدم وجدد، كما تحيط بالقصر بساتين بها أشجار وبمحاذاة عين ماء " الساقية"  .
تبلغ مساحة القصر حوالي هكتار ونصف ، بني القصر على الجانب من مجرى وادي العسافية.بناء قمة في الهندسة المعمارية، مشيد بمواد بناء عديدة والطبيعية بقوالب الطوب المجفف على الشمس والحجارة و الجير وتشكل الأسقف الخشبية من جذوع الأشجار وخاصة النخيل .
أن ميزة القصر القديم أنه كان مركز عبور لقاصدي زاوية بسكرة من حجيج الزاوية التجانية بعين ماضي ومحط راحة لهؤلاء .88
مع مرور الزمن عرف القصر حالة إهمال، اندثرت بعض المنازل وأصبح البعض منها اصطبلات "زريبة" للحيوانات و البعض الأخر هدم وبني على أنقاضه منازل اسمنتية ، بقيت بعض العائلات تقطن القصر القديم .
تزخر العسافية بعدة معالم أثرية سياحية جمالية كالعيون" الفقارات" عددها 17 عينا وهي من الآثار النادرة جدا، "والجابية" وهي فقارات كبيرة مفتوحة على شكل مخروط، وتعتبر نوع فريد من الفقارات في الوطن العربي بأكمله .89
3-2-IIقصر كوردان :

يعتبر قصر كوردان من بين المعالم و التحف الأثرية بولاية الأغواط قصر فريد من نوعه في المنطقة كان يتجمع بين الحضارة و المعاصرة ، يقع بالعاصمة الدينية ومهد الزاوية التيجانية عين ماضي بحوالي 15 كلم والذي بقي كمعلم تراثي وسياحي .

- أصل التسمية :
هناك عدة تأويلات واختلافات حول التسمية بـ كوردان " هناك من يرجعها إلى المنطقة بحد ذاتها التي تكثر فيها الحجارة .في اللهجة  العامية الحجارة تسمى ب الكرد ،من ذاك سمته "أريلي بيكار " بـ كوردان .
بينما يرجعها آخرون أنها تعين "ساحة النساء " "la cour de la dame"  مما يشير إلى أن الساحة كانت تتجمع فيها نساء وخاصة القريبات لـ أوريلي بيكار .

وفي رواية تعني " ساحة أن " وأن إحدى سيدات اوريلي بيكار فيقال أنها هي التى هيئت الساحة ، وكانت تجلس فيها كثيرا ، لذا سميت باسمها ، اما كورزان " وهي ساحة الحمير التى كانت تتجمع خارج القصر .

بني قصر كوردان مابين 1871 و 1880 تعود ملكية القصر الى الشيخ سيدي احمد عمار التجاني ، احد أحفاد سيدي احمد التيجاني الذي تزوج باوريلي بيكار " سنة 1870 أثناء مكوثه بسجن بمدينة بوردوا الفرنسية عندما كأن منفيا من قبل الاستعمار الفرنسي خلال 1869 – 1872 .

نبذة تاريخية عن حياة سيدي أحمد عمار التجاني:
سيدي أحمد عمار التجاني هو نجل سيدي محمد الحبيب وهو الحفيد الأصغر لمؤسس الطريقة التجانية سيدي أجمد التجاني.ولد سيدي أحمد عمار بقالمة سنة 1874 تعلم هناك ثم جاءه أمر للذهاب إلى عين ماضي حيث تولى خلافة أبيه سيدي محمد الحبيب وأصبح يدير أمور الزاوية , تسلط الإستعمار جعل سيدي أحمد عمار يحظر مقاومة بتعداد 3 ألاف مقاتل للهجوم على الإحتلال بالمنطقة. لكن شاءت الأقدار أن حصلت هناك خيانة وتم نقله إلى معتقل  "سركاجي"  مدة عام ثم نفي إلى  مدينة "بوردو"بفرنسا , هناك تعرف على أور يلي بيكار من جراء حادثة وتزوج  بها وجاءت معه إلى عين ماضي , توفي سيدي أحمد عمار سنة.1898
أشتريت قطعة الأرض من عرش القمامته، بحيث كان مكان الصيد ووجود عين مياه بالمنطقة ، بني القصر في موقع استراتيجي بالجهة الشرقية من جبل العمور ، مما يساهم في ترد التيارات الباردة اتجاه القصر.

الطراز المعماري:الطراز المعماري للقصر فريد من نوعه خليط بين الطراز الأوربي و الصحراوي الإسلامي ، تبلغ مساحة القصر بـ 06 هكتار، به أرض فلاحية وأشجار.

مواد البناء المستعملةاستعملت عدة مواد البناء كالحجر ، الأجور ، قوالب الطوب  ، الجير ، الرخام ، وبه بعض العناصر الزخرفية .

كان القصر مجهز بأحدث التجهيزات إلى وقت قريب ، إلا أنها تعرضت للنهب العديد من المرافق ، بحيث جاء في وصف قصر كوردان من قبل الكاتب الفرنسي جون ميليا في كتابه " الأغواط و المنازل المحاطة بالبساتين " سنة 1923 بتصرف مايلي. " قصر كوردان كريم بضيافته لعابري السبيل، ويعرف بقاعاته الخصوصية ، وعرف الطابق السفلي بجدرانها المغطاة بالزرابي الرائعة أين يمكننا أن ننام تحت خرير الماء الرنان دون أن ننسى القاعة الشرفية و قاعة الأكل في الطابق الأول ، الذي يضاهي فخامته القصور الملكية  ، وأثاث من الحرير و الثريات ، وهدايا الملوك من الذهب و الفضة  والبايات ورؤساء الجمهوريات  .....

أما الآن فالقصر شهد النهب و الإهمال وهجرة سكانه منذ حوالي 10 سنوات بقي من المعالم السياحية الأثرية و على مقربة من القصر ضريح سيدي أحمد عمار وزوجته الأوربية المسلمة أوريلي بيكار .
الطراز المعماري :الطراز المعماري للقصر فريد من نوعه خليط بين الطراز الأوربي و الصحراوي الإسلامي ، تبلغ مساحة القصر بـ 06 هكتار، به أرض فلاحية وأشجار.
- مواد البناء المستعملة: استعملت عدة مواد البناء كالحجر ، الأجور ، قوالب الطوب  ، الجير ، الرخام ، وبه بعض العناصر الزخرفية .
كان القصر مجهز بأحدث التجهيزات إلى وقت قريب ، إلا أنها تعرضت للنهب العديد من المرافق ، بحيث جاء في وصف قصر كوردان من قبل الكاتب الفرنسي جون ميليا في كتابه " الأغواط و المنازل المحاطة بالبساتين " سنة 1923 بتصرف مايلي. " قصر كوردان كريم بضيافته لعابري السبيل، ويعرف بقاعاته الخصوصية ، وعرف الطابق السفلي بجدرانها المغطاة بالزرابي الرائعة أين يمكننا أن ننام تحت خرير الماء الرنان دون أن ننسى القاعة الشرفية و قاعة الأكل في الطابق الأول ، الذي يضاهي فخامته القصور الملكية  ، وأثاث من الحرير و الثريات ، وهدايا الملوك من الذهب و الفضة ، و البايات ورؤساء الجمهوريات ، وكذا الحكام العاملون بالجزائر .....91

أما الآن فالقصر شهد النهب و الإهمال وهجرة سكانه منذ حوالي 10 سنوات بقي من المعالم السياحية الأثرية و على مقربة من القصر ضريح الشيخ أحمد عمار وزوجته الأوربية المسلمة أوريلي بيكار .





II-3 المواقع و المعالم الأثرية العلمية:

II-3-1 السد الجوفي : "infero – flux :

السد الجوفي بتاجموت هو عبارة عن تحفة علمية عبقرية و خارقة في تخزين المياه الجوفية و استغلالها هو الوحيد من نوعه على المستوى الإفريقي و الثأني على المستوى العالمي بعد سد أفغانستان .92 يناسب هذا السد الأماكن الجافة  الصحراوية ، أو شبه الصحراوية لعدم تبخر المياه ، كما يتطلب دراسة معمقة  في علم البيولوجيا  .

بني السد الجوفي سنة 1949 و انتهت به الاشغال سنة 1951 من طرف شركة فرنسية "dumez" وقامت بالدراسات العلمية مصلحة الدراسات العلمية "service etudes scientifiqueبني هذا السـد في مجرى وادي مزي الذي ينبع منن جبل العمور مــــرورابالأغواط ثم بسكرة ، للوادي جريان باطني بحــيث شيد السد في مكان ضيق وذالك لتجمع

مياه الــــوادي .

إن الهدف من بناء السد هو استغلال مياه وادي مزي في سقي لاصار la sar، secteur amelioration rurale "، أي قطاع التحسين الفلاحي والتي كانت منطقة زراعية تابعة للاستعمار الفرنسي تزرع فيها عدة أنواع من المزروعات وخاصة نبات الفصفصة، ونصيب من المياه السد يتوجه لبساتين وحقول تاجموت التي تبعد عنه بـ 06كلم .93
- للسد نظام دقيق لتصريف المياه وتصفيتها و تنقيتها صممت مدرجات لتخفيف سرعة المياه المتدفقة ، يتكون السد من 52 بئر العمق فيها يتغير من 04 الى 09 مثر ، وعرض البئر الواحد 1.50م2 مصنوعة من الإسمنت المسلح تتجمع المياه وتصفى بطريقة تدريجية متتالية، بئر يصب في الأخر، تصب في أنبوب ثم يستغل .
- تبلغ سعة مياه السد سنة 1951 بـ 150لتر في الثانية أما حاليا فلا يتجاوز 80لتر في الثانية يشهد السد الجوفي إهمالا كبيرا ، وعدم استغلال مياه وادي مزي بصفة كاملة .94
I-3-2 الموقع الجيولوجي :

- فوهة " مادنة" تلمزان :
هي الفوهة  النيزكية " مادنة " التي تكونت قبل ثلاثة ملايين سنة حين اخترق نيزك عملاق يزن مابين 1 – 2 مليون طن ويبلغ قطره من 25 إلى 70 متر الغلاف الجوي للأرض بسرعة تفوق 70 كلم / ثانية ، احدث فوهة يبلغ قطرها 1750 متر ، وعمقها يفوق الـ200 متر ، بقي في عمقها الآن 67 متر بعد إن امتلأت برواسب ترابية.
فوهة مادنة هي رابع أقدم فوهة في العالم بعد فوهة روتريم بناميبيا التي يفوق عمرها خمسة ملايين سنة ، وفوهة الجيجتيجين بروسيا بعمر 3.5 مليون سنة و فوهة أولون الموريتانية بعمر 3.1 مليون سنة .
ومادنة إلى زمن ليس ببعيد لم يكن يعرف عنها شيئ سوى إنها ضاية يزرعها البدو الرحل  إلى إن حل عام 1928 حين اكتشفت أهميتها لأول مرة و بقيت معروفة في الخرائط التبوغرافية كأنها منخفظ ارضي دائري. سنة 1950 قام الباحث الفرنسي " rousouروسو " بأولى الأبحاث الجادة و في عام 1987 و بمبادرة من جمعية علم الفلك البتاني " وهران التي نظمت مع جمعية نوفي  novae""الفرنسية أول وأكبر رحلة استكشافية للفوهة ضمت أساتذة و باحثين جيولوجيين دامت 07 أشهر.94
دلت النتائج الأبحاث إن  حواف الفوهة متكونة من الكلس الفاتح و هو كلس بحري calcairemarin به بعض بقايا الكائنات القديمة gasteropode"" يعود تاريخها إلى العصر الكريتاسي ما بين 50 و90 مليون سنة .95
يعلوا المركز على سطح البحر 508 متر ، بينما تعلو المنطقة الأعلى في الفوهة سطح البحر ب 682 متر .
تقع الفوهة على بعد 50 كلم جنوب شرق بلدية حاسي الدلاعة ولاية الأغواط والتي تعد كموقع اثري علمي يتوافد عليها السواح والطلبة لإجراء دراسات ميدانية .
خلاصة:

بتوفيق من الله العلي القدير، نصل إلى نقطة النهاية، وبهذا العمل المتواضع الذي ندخر جهدا في سبيل اعداده  بحثا وتوضيحا و تحليلا، و نحن إذ نذكر القارئ الكريم بهذا، إنما لنبعث فيه الشعور بحجم المسؤولية التي تحملناها في سبيل تقديم العمل، الذي سعينا أن يكون في المستوى، ولعلنا بهذا الجهد نكون قد سلطنا بعض الأضواء بما رأيناه كافيا ولا نقول وافيا، لنضع من خلال هذه الدراسة علامات على الطريق أما كل قارئ كريم يرغب على التعرف على واحدة من بين مناطقنا التاريخية، الشامخة بحضاراتها وأمجادها وأجدادها، الزاخرة بثرواتها وآثارها، إنها الأغواط الحضارة و التاريخ يعتبر بها كل من اطلع على تاريخها.
إن التاريخ يحدث مرة واحدة، وتتعدد المرات التي يتم فيها قراءته و تفسيره و طرحه، مادامت الجماعات الإنسانية بحاجة إلى تحديد تاريخها، أي وعيها لذاتها، وبتاريخ أجدادها، ومعرفة أصولها ومصادرها، وتطوراتها عبر الأزمنة. فلقد حاولنا بدارستنا استقرار تاريخ المنطقة لاسترداد صورة الحادث في ذمت الماضي، وإعادة بنائها وفهمها و تفسيرها، ولجمع معلوماتها وطرحها، ليكون حصاد بحثنا خدمة أهداف للجماعة الإنسانية في الحاضر والمستقبل.
لا نستطيع تمكن من دراسة هذا الموضوع والإلمام بمختلف جوانبه التي شملها، إلا بالاعتماد على منهج للبحث التاريخي، هو المنهج التاريخي و تقنيته المقابلة في تقصي الحقيقة.
لتكون مني كباحث مبتدئ كمبادرة لحشد همم الطلبة والباحثين ليتطرقوا لمثل هذه المواضيع التاريخية درسا،تحليلا وتنقيبا عن الحقيقة التاريخية المجهولة، ولتبيان جزء من تاريخ المنطقة لكل المجالات الاجتماعية، والثقافية وغيرها . ومن ثمة الإطلاع على تاريخ الأغواط، الذي كنا قد استفدنا من هذه الدراسة استفادة كبيرة، سواء في كسب طريقة للتفكير وطريقة للبحث العلمي، وفهم الأساليب المنهجية المطبقة في الدراسات العلمية. فالباحث كواحد من أبناء الأغواط اكتشف تاريخه وتاريخ أجداده، و اطلع على ما تزخر به الولاية من مواقع و معالم أثرية تاريخية ،عرف قيمتها الحضارية مما جعلته يعتز و يفختر بتاريخ الأغواط بآثارها ومآثرها. ولقد خلصنا الى نتيجة هي أن: «  إن الباحث في تاريخ الأغواط، كالغاطس في أعماق البحار والمحيطات، كلما اكتشف شيئا  ظهرت له أشياء جديدة » .
اكتشف من خلال هذه الدراسة أن تاريخ الأغواط غير مكتوب ومدون في كتب معلومة من قبل المهتمين بتاريخ الأغواط، للإطلاع على تراثنا وتاريخنا و فكرنا، نعتمد في المراجع الأجنبية للمؤرخين فرنسيين، و نقص في تدوين التاريخ الثوري للأغواط، والتقاليد و التراث، لأن الأمة بدون تقاليد وتراث أمة بدون تاريخ، أمة سطحية مبنية على رمال متحركة سهلة الاندثار، و عليه فمستقبل بلادنا مرهون بالإتعاض بدروس الماضي، مع مسايرة الركب الحضاري، و بذلك نبني بلدا له حاضرا و مستقبلا من خلال التعريف بتاريخه.

وفي الأخير نتمنى أن نكون قد وفقنا في تناول هذا الموضوع الذي يحتاج إلى أكبر من دراسة متأنية ومعمقة، فلا بد لأي عمل من خاتمة، و خاتمة عملنا نسأل الله تعالى أن يبصرنا بأمور الدراسة، وأمور من يفهمها فهو صاحب الفضل والنعمة و منه العون والمنة، و هو حسبنا و نعم الوكيل.

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم -










شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More